ادباء وشعراء

أبو فراس الحمداني وقصة أسره وتحريره

من هو أبو فراس الحمداني ؟

يرجع نسب الشاعر أبو فراس الحمداني إلى قبيلة الحمدانيين، فهو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرّبعي، والملقب بـ”أبي فراس”، وكانت قبيلته تسيطر على منطقة شمال سوريا والعراق، وذلك في القرن العاشر ميلاديا، وكانت حلب عاصمة لهم، توفي والده أبو فراس وهو لم يزل صغيرا بعد، فتولى سيف الدولة، نجل عمه، تربيته ورعايته، ونشأت بينهما علاقة قوية، ظهرت بوضوح في قتال أبو فراس للروم دفاعا عن نفوذ سيف الدولة، كما شهد نشاطه اهتماما أدبيا، تمثل في حرصه على المشاركة في مجالس الأدباء، ويَنْظِم الشعر وينافس كباره، وسمّاه سيف الدولة حاكما على مقاطعة منبج فأثبت جدارته.

أسر أبي فراس الحمداني

تزايدت في عهد سيف الدولة الحرب بين الحمدانيين والروم، وكان أبو فراس مدافعا شرسا عن ابن عمه، إلى أن تعرض للأسر، وكان ذلك سنة 347 من الهجرة، ونقله الروم من منطقة مغارة الكحل حيث تم أسره، إلى منطقة على نهر الفرات تدعى خرشنة، وكانت من حصون الروم العتيدة، وظل فيها أبو فراس أسيرا لمدة أربعة أعوام، وتباينت روايات تحريره من أسره، ما بين تمكنه من الهروب، وبين افتداء سيف الدولة له بالمال.

نجيب محفوظ كاتب روائي مصرى عالمى

أبو فراس الحمداني وسنوات الأسر

كانت الحرب بين الحمدانيين والروم سجالا، وكان الحمدانيون قد انتصروا في معارك عدة، لكنهم أوقفوا هجومهم لفترة مكنت الروم من تجميع قواهم وإعادة ترتيب جيشهم، فهاجموا الحمدانيين وحاصروا أبي فراس وهزموا قواته وأسروه، وكان ذلك عام 350 هجريا، واصطحبه الروم معهم إلى القسطنطينية، وظل أسيرا لأربعة أعوام، راسل فيها سيف الدولة كثيرا ليخلصه من الأسر وقسوته وطول فترته، وعاتبه على تأخر ذلك، غير أن العاصمة حلب لم تكن أحسن حالا، بعد أن نجح الروم في اقتحامها، فاضطر سيف الدولة للفرار إلى ميافارقين، وتمكن هناك من ترتيب صفوفه، وعاد لمهاجمة الروم، وفي عام 345 هجريا، تمكن من هزيمتهم وإرجاع حلب، وأخذ عدد كبير منهم أسرى، استخدمهم لتحرير أبي فراس الحمداني.

تحرير أبي فراس الحمداني ووفاته

عام 345 هجريا، تحرر أبو فراس الحمداني من أسره، لكن سيف الدولة وافته المنية في العام التالي، وطمع مولاه قرغويه في الحكم، فحاول استغلال نجل أخت أبي فراس، أبو المعالي، ليعلنه أميرا؛ ثم يحكم هو من وراء ستار، لكن فطن أبو فراس الحمداني إلى رغبات قرغويه، فتوجه إلى حمص، واندلعت بينهما الحرب، انتهت بمقتل أبي فراس، في منطقة تعدى صدد في الجنوب الشرقي لحمص، سنة 357هـ.

ديوان أبو فراس الحمداني

لم يتسني للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني الوقت لتجميع أعماله من القصائد في كتاب أو ديوان، بسبب انشغاله في حرب الروم، وهو كما عرف عنه كقائد عسكري وفارس شجاع كبير، وتولي المؤرخون في بعد عملية تجميع قصائد أبو فراس الحمداني في ديوان، وأشهر المؤرخين الذين جمعوا قصائد أبو فراس الحمداني هو الكاتب والمؤرخ الثعالبي، والذي كتب ديوان الروميات والذي يجمع فيه قصائد أبي فراس الحمداني.

ولعل أشهر قصائد أ[و فراس الحمداني هي قصيدة “أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ”

وتقزل بعض أبياتها :

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ

أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ

ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ!

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى

وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ

تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي

إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُوالفِكْرُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى