عقيدة وتوحيد

الصلاح والأصلح عند اهل السنه والمعتزلة

الصلاح والأصلح

الصلاح والأصلح ، قال المعتزلة : إذا كان هناك أمران : أحدهما صلاح والآخر فساد . وجب على الله أن يفعل الصلاح منها للعبد دون الفساد، وإذا كان هناك أمران أحدهما صلاح والآخر أصلح منه وجب على الله فعل الأصلح لأن فعل الصلاح والأصلح هو الذي يتفق مع وصف الله بالحكمة والعدل، وبناء على هذا الرأي يرى المعتزلة أن الله لا يفعل ما فيه إضرار بمصالح الناس لأن الإضرار قبيح والله لا يفعل القبيح، ولأن الإضرار بهم يتنافى مع عدل الله وحكمته.

وقال معتزلة بغداد : الوجوب يشمل الدين والدنيا .

وقال معتزلة البصرة : الوجوب يشمل الدين فقط.

وهذه المسألة كانت سببا لافتراق الشيخ أبي الحسن الأشعري من شيخه أبي علي الجبائي . فإن أبا الحسن سأل الجبائي في درسه وقال: ما تقول في ثلاثة إخوة – أي مثلا – مات أحدهم كبيرا مطيعا، والآخر كبيرا عاصیا، والثالث صغيرا؟

فقال الجبائي: الأول يثاب بالجنة ، والثاني يعاقب بالنار ، والثالث لا يثاب ولا يعاقب.

مقالات ذات صلة

فقال له الأشعري: فإن قال الثالث : یا رب، لم أمتني صغيرا، وما أبقيتني فأطيعك، فأدخل الجنة. ماذا يقول الرب؟

فقال الجبائي: يقول الرب : إني أعلم أنك لو كبرت عصيت، فتدخل النار، فكان الأصلح لك أن تموت صغيرا.

فقال الأشعري: فإن قال الثاني : یا رب. لو امتني صغيرا، فلا أدخل النار. ماذا يقول الرب؟

فبهت الجبائي: فترك الأشعري مذهبه، واشتغل هو وأتباعه بإبطال ما ذهب إليه المعتزلة، وإثبات ما وردت به الشئة، ومضى عليه الجماعة، فلذلك شموا بأهل السنة والجماعة.

الصلاح والأصلح
الصلاح والأصلح

رد أهل السنة:

قالوا : لو وجب عليه الصلاح والأصلح لعباده، لما خلق الكافر الفقير المعب في الدنيا بالفقر، وفي الآخرة بالعذاب الأليم المخلد.

وقالوا : لو وجب عليه فعل أو ترك، لما كان مختارا؛ لأن المختار هو الذي ان شاء فعل، وإن شاء ترك.

تعليق :

وقد وجه إلى رأي المعتزلة كثير من الاعتراضات وهي في جملتها وتفصيلاتها قائمة على أساس أن في إيجاب الصلاح والأصلح على الله تقييدا لإرادة الله تعالى وتحديدا للصلاح والأصلح من وجهة نظر إنسانية، ونظرة الإنسان محدودة نسبية.

كما يوجه إليهم ما نراه في العالم أحيانا من زلازل وأوبئة وبراكين تهلك الحرث والنسل، كما يعترض عليهم أيضا بها يقع لكثير من الناس من أمور لا صلاح لهم فيها، فقد أعطى أقواما الصحة فكان سببا لوقوع المعاصي منهم، وأصاب أقواما بالأمراض فسخطوا و كانوا في صحتهم شاکرین وهكذا.

وقد حاول المعتزلة الرد على هذه الاعتراضات ولم يستطيعوا أن يقدموا إجابة شافية، وكان ذلك سببا في انشقاق أبي الحسن الأشعري عن المعتزلة كما تقدم.

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى