الأنبياء والمرسلين

حاجة البشر الى الانبياء

حاجة البشر الى الانبياء

حاجة البشر إلى الانبياء و الرسل ، اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون من مخلوقاته الإنسان الذي يجمع بين العقل والشهوة ، کما اقتضت حكمته أن يكلف الإنسان بعبادته، وبعادة الكون، وأن يعد الخير الصالح بالثواب، ويتوعد المسيء الطالح بالعقاب

وعقل الإنسان لا يستطيع وحده أن يدرك الخير من الشر، ولا أن يعرف ما وراء هذا الكون من أمور الغيب، ولا سبيل إلى ذلك إلا بواسطة الرسل الذين يبلغون عن الله، ويبينون الخير من الشر، والحسن من القبيح فيما يتعلق بأمري الدنيا والآخرة حتى تنقطع حجتهم يوم القيامة.

الحكمة من ارسال الانبياء

قال سبحانه: رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)

وقال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134) 

ولا يستطيع الإنسان أن يعيش وحده، ولا أن يصنع كل ما يحتاجه في معاشه، بل لابد أن يحيا مع بني جنسه

وهذا يحتاج إلى قواعد تضبط المعاملات، وإلا لطغي القوي على الضعيف، ولا يمكن الاحتكام إلى العقل البشري، لأن العقول قاصرة وعاجزة

لإن ما يستقبحه جماعة قد تستحسنه جماعة أخرى ولذا كانت  المصلحة في الحاجة ماسة إلى الأنبياء والمرسلين، ليبينوا للناس ما يحتاجونه فيما بينهم.

الوحي

  • الوحي في اللغة العربية

هو الإعلام في خفاء، ويطلق على معان كثيرة، كالإشارة، والكتابة، والرسالة والإلهام، والكلام الخفي، والأمر، والتسخير، والرؤيا الصادقة والصوت يكون في الناس وغيرهم، كما يطلق على كل ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه

وهذا الإعلام قد يكون بالإيماء، وهو الإشارة ببعض الجوارح أو بغيرها

ثم غلب استعمال الوحي فيما يلقي إلى الأنبياء من عند الله تعالى، وقد ورد الوحي في القرآن الكريم في شأن غير الأنبياء مسندا إما إلى الخالق سبحانه وتعالى، وإما إلى المخلوق

فالأول ورد بمعنى الإلهام الذي يقع في النفس، أو الإلقاء في القلب، كقوله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)

وأما الثاني المسند إلى المخلوق فجاء بمعنى الإشارة والإيماء كقوله حكاية عن زكريا :  فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)

الانبياء
الانبياء
  • الوحي في الشرعية الاسلامية

المعنى الشرعي للوحي هو إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه أو لرسول من رسله بحكم شرعي.

انواع الوحي

يبين القرآن الكريم أنواع الوحي الإلهي في قوله تعالى :  وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51

وتدل الآية على أن تكليم الله للبشر يتم بطرق ثلاثة:

  •  التكليم وحيا وهو نوعان:

الأول النفث في الروع (أي الإلقاء في القلب) ويكون يقظة

والثاني الرؤيا في المنام، ولا تكون رؤيا الأنبياء إلا صادقة.

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى