عقيدة وتوحيد

حاجة البشر الى الرسالة

حاجة البشر إلى الرسالة

حاجة البشر الى الرسالة :

حكم إرسال الرسل

حاجة البشر الى الرسالة ، اولا لابد ان نعرف حكم ارسال الرسل ، إثر المكلف لا يستطيع أن يدرك الخير وحده، وقد أخذ الله سبحانه وتعالى العهد على نفسه ألا يعذب حتى يبعث رسولا فقال: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . 

فهل إرسالهم اليل حتم لا بد من وقوعه؟ أو هو أمر ممكن يجوز تخلفه؟

اختلف العلماء في ذلك على أربعة آراء:

الرأي الأول:

رأي الفلاسفة، وهو أن إرسال الرسل واجب وحتم يصدر عن الله تعالى صدور المعلول عن علته، وقد بني الفلاسفة قولهم على قاعدتهم في التعليل أو الطبيعة

مقالات ذات صلة

ومفاد هذه القاعدة:

أنهم يقولون بالتلازم العقل بين العلة والمعلول، والسبب والمسبب، فإذا وجدت العلة وجد معلوها کملازمة حركة الخاتم لحركة الأصبع، وإذا وجد السبب وجد المسبب

والله عنده علة لوجود العالم، فالعالم نشأ عن الله تعالى عن طريق العلة، ويلزم من وجود العالم وجود من يصلحه وهم الرسل

ويدل على فساد مذهب هؤلاء أنه ثبت أنه تعالى فاعل مختار، فلا يجب عليه سبحانه شيء. قال تعالى: لا وربك يخلق ما يشاء ويختار (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) )) غافر 

حاجة البشر إلى الرسالة

حاجة البشر الى الرسالة اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون من مخلوقاته الإنسان الذي يجمع بين العقل والشهوة، کیا اقتضت حكمته أن يكلف الإنسان بعبادته، وبعمارة الكون، وأن يعد الخير الصالح بالثواب

ويتوعد المسيء الطالح بالعقاب، وعقل الإنسان لا يستطيع وحده أن يدرك الخير من الشر، ولا أن يعرف ما وراء هذا الكون من أمور الغيب

حاجة البشر الى الرسالة  ولا سبيل إلى ذلك إلا بواسطة الرسل الذين يبلغون عن الله، ويبينون الخير من الشر، والحسن من القبيح فيما يتعلق بأمري الدنيا والآخرة؛ حتى تنقطع حجتهم يوم القيامة.

قال سبحانه:

رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وقال الله تعالى :  وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134)   طه 

ولا يستطيع الإنسان أن يعيش وحده، ولا أن يصنع كل ما يحتاجه في معاشه، بل لابد أن يحيا مع بني جنسه، وهذا يحتاج إلى قواعد تضبط المعاملا

وإلا لطغي القوي على الضعيف، ولا يمكن الاحتكام إلى العقل البشري؛ لأن العقول قاصرة وعاجزة، فإن ما يستقبحه جماعة قد تستحسنه جماعة أخرى؛ ولذا كانت الحاجة ماسة إلى الأنبياء والمرسلين، ليبينوا للناس ما يحتاجونه فيما بينهم. 

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى