التاريخ الإسلامي

عثمان بن عفان رضي الله عنه ( قصة اسلامه .. الجزء الثاني )

واحتار عثمان بن عفان وطلب من خالته المزيد من الأنای فقالت . محمد بن عبد الله رسول الله له من عند الله ، جاء بتنزيل الله ، يدعو إلى الله … مصباحه مصباح، ودينه فلاح، وأمره نجاح…» ثم انصرفت 

ذكر بعض الرواة أن هذا الحديث كان له وقع في نفس عثمان ، وكان قد تعو فلما رآه أبو بكر مشغولا مفكرا هائما سأله عن أمره، فأخبره عثمان بما سمعه من خالته 

موقف ابو بكر و دوره في اسلام عثمان بن عفان

فقال له أبو بكر ويحك يا عثمان إنك لرجل حارم، ما يخفى عليك الحق من الباطل ، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا اليست من حجارة صم لا تسمع ولا تبصر ؟

قلت : بلى والله إنها كذلك ، فقال : والله لقد صدقتك خالتك ، هذا رسول الله محمد بن عبد الله قد بعثه الله تعالی برسالته إلى خلقه فهل لك أن تأتيه فتسمع منه ؟

مقالات ذات صلة

قلت: بلی. فما كان أن مر رسول الله ومعه علي بن أبي طالب، ولما رآه أبو بكر سارع إليه «فساره في أذنه بشی ، فجاء رسول الله إلى عثمان ، وجلس بجانبه، ودعاه إلى الإسلام قائلا له:

«يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى خلقه، ولم يتمالك عثمان حين سمع قول الرسول ، ونطق بالشهادتين على الفور، وتزوج رقية بعد ذلك.

وكانت خالة عثمان تفخر بإسلامه واستجابته لدعوة رسول الله ومتابعته إياه، وتقول وقد تهلل وجهها وانشرح صدرها :

هدى الله عثمانا بقولي إلى الهدى .. وأرشده والله يهدي إلى الحق فتابع بالرأي السديد محمد .. وكان برأي لا يصد عن الصدق

ينال استحسانا

وأنكحه المبعوث بالحق بنته.. فكان كبدر مازح الشمس في الأفق فدى لك يا ابن الهاشميين مهجتي .. وأنت أمين الله أرسلت للخلق

عثمان بن عفان
عثمان بن عفان

والنصوص التي ذكرت في إسلام عثمان تشير إلى أن التأثير عليه كان من طرفين، من خالته أولا ، ثم من أبي بكر ثانية.

دور ابو بكر في الدعوة الى الله

ونحن لا ننكر تأثير الطرف الأول ، ونقول بأنه كان تأثير مبدئيا فقط تغلغل إلى باطنه وسيطر عليه في بعض الأوقات ، فكان يبدو مشغولا مهموما مفكرا هائما حتی رآه أبو بكر كذلك ، ولاحظ عليه کشرة انشغاله ، فسأله عن أمره.

ولكننا نرجح قوة تأثير الطرف الثاني، التأثير بمقدار التحول والإقناع لرجل في الثلاثين من عمره يترك دينه ودين آبائه وأجداده واعتناق دين جديد .

ونحن إذ نشير إلى فضل أبی بکر على عثمان في اتخاذه الإسلام دينا له ، فإننا نشيد كذلك بفضل الصديق رضي الله عنه على آخرين في اعتناقهم الإسلام

ومن هؤلاء : طلحة بن عبيد الله، وعثمان بن مظعون وأبي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم وغيرهم .

قد يهمك ايضا ً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى