التاريخ الإسلامي

يوم حنين الجزء الثاني

يوم حنين ، حملت الإبل بعضها على بعض، فانطلق الناس ، إلا أنه قد لبث مع رسول الله نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، فيهم عمه العباس

فأمره النبی – وكان صوته جمهوريا شديدا – أن يصرخ قائلا : يا معشر الأنصار، يا أصحاب البيعة يوم الجده يبية .

فاخترق الاذان نداء العباس ، فسارع المؤمنون المجاهدون في سبيل الله إلى حيث مصدر الصوت، حتى اجتمع إلى رسول الله فريق منهم مجيبين : لبيك لبيك ، فقادهم النبي واستقبل المشركين، وهاجم عدوه بشدة

وكانت هوزان قد نزلت إلى الوادي فاجتلد الفريقان والتحما في قتال شديد ، فقال النبي حينئذ : الآن حمى الوطيس.

مقالات ذات صلة

موقف النبي يوم حنين

وكان رسول الله يصول ويجول راكبا بغلته وهو يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ويدعو ربه : اللهم أنزل نصرك .

وأخذ بحصيات فرمی بها وجوه أعدائه وهو يهتف : انهزموا ورب محمد .

و كان ما قال حقا ، فقد رأى المشركون صدق المؤمنين وصبرهم على القتال، وبأسهم الشديد، فما كان منهم إلا أن أمعنوا في الفرار منهزمين، وأمكن الله المسلمين من أسر كثيرين منهم.

واعتصم بعض الفارين من المشركين في أوطاس، فانطلق في أثرهم أبو موسى الأشعري فشتتهم وهزمهم مرة أخرى

أما قائد القوم مالك بن عوف فقد لجأ بمن معه من رجاله إلى الطائف فتحصنوا بها، بعد أن خلفوا وراءهم مالهم

كانها حشدوا قبل المعركة من النساء والذرية والأموال فكان ذلك كله غنيمة عظيمة للمسلمين، وقد صدق

وقد أنزل الله تعالى في هذه المعركة قوله :لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)  التوبة

 يوم حنين
يوم حنين

حصار الطائف

أصدر النبي أوامره إلى أصحابه بالمسير إلى الطائف وحصار ثقيف بها ، فقد اجتمعوا بها إلى قائدهم المنهزم في حنين : مالك بن عوف ، ولئن كانت الطائف مدينة حصينة فإن خبرة المسلمين عريضة بهذا اللون من القتال

حيث حاصروا، وحوصروا من قبل ونجحوا في الحالين، وضرب المسلمون الحصار قريبا من الطائف ، فأخذت ثقيف ترميهم بالنبال فأوقعت بهم بعض الإصابات

فتراجع المسلمون إلى الوراء بحيث لا تصل إليهم نبال عدوهم، وعلى الرغم من استمرار الحصار خمس عشرة ليلة فإن المسلمين لم يلقوا بكل ثقلهم في مهاجمة الطائف

ولم يأمر النبي باقتحام حصونها كما صنع في خيبر مثلا، ويبدو أنه رأى أن يمنحهم فرصة الدخول في الإسلام عن طواعية واختيار، وألا يأخذهم قسراً

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى