التاريخ الإسلامي

البيعة في الحديث الشريف ( الجزء الثاني )

سؤال حق عادل :

البيعة في الحديث ، و کلمات تجد لهفة الصدق ورغبة المقبل بين أحرفها وظلالها، سؤال عظيم في ميثاق عظيم ووضوح وجلاء، ولكن الإجابة كانت أعظم من ذلك بكثير – فأجاب رسول الله إجابة اليقين – كلمة واحدة فقط : « الجنة

فاطمأنت النفوس ورضيت القلوب وفرحت العيون، فقالوا : ابسط يد فبسط يده فبايعوه وبذلك تحدد منطق البيعة و أسلوبها وهدفها و محورها أنها بيعة العقيدة، ومضت البيعة في حياة الدعوة بذلأ وعطاء، وصدق ووفاء

وظلت البيعة عهدا يثبت ويذكر  ويقوى كلما استدعی موقف بيعية فكان ذلك يتم على أساس منهاج الله وسنة رسوله الكريم . وظل منهاج الله نورا يهتدى به المسلمون

مقالات ذات صلة

وظلت البيعة ماضية في حياة المسلمين ، وظهرت عظمة الإسلام، وعظمة المسلمين في هذه اللحظات العصيبة، حين توفي رسول الله ، ظهرت هذه العظمة جلية قوية

والمؤمنون يمارسون إيمانهم كله في صورة رائعة تتمازج فيها الشورى وحرية الرأي والنصيحة وصدق الإيمان والسمع والطاعة على نحو فريد كريم.

البيعة في سقيفة بني ساعده

البيعة في الحديث ، وهذه البيعة أخذت شكلا جديدا عن نظام البيعة في عهد الرسول الكريم ، فهي ليست إلا عقدة طرفاه الخليلة من ناحية وأولو الرأي في الأمة من الناحية الأخرى

ولا ينعقد العقد إلا بأيجاب و قبول والإيجاب من أولى الرأي في الأمة وأهل الشورى وهو عبارة عن اختيار الخليفة والقبول من جانب الخليفة الذي اختاره أولو الرأي في الأمة

والبيعة في سقيفة بن مساعدة كانت أول ملحمة انتخابية بين المسلمين بعد وفاة النبي الكريم حيث واجه المسلمون بعد وفاته مشكلة نظام الحكم، فلم يعهد الرسول بالخلافة لأحد من أصحابه بل ترك الأمر للمسلمين

ليختاروا من نظم الحكم ما يلائمهم ويتمشى مع تطور حياتهم – وسوف نذكر هنا النصوص التي دار حولها الحوار في تلك البيعة حتى نرد على المستشرقين الذين قالوا : إن أبا بكر عين من قبل الرسول الكريم

«وهذا رأي باطل نقيم على بطلانه الدليل – لم يلبث الأنصار بعد وفاة النبي الكريم ، أن توافدوا على سقيفة بني ساعدة ليدبروا رأيهم في شأن من يكون خليفة بعد رسول الله  يريدون أن يلي الأمر رجل منهم.

البيعة في الحديث
البيعة في الحديث

رأى الانصار في البيعة

البيعة في الحديث ، بعد اجتماع الانصار رشحوا للإمارة سعد بن عبادة سيد الخزرج وكان مريضا ومع ذلك ألقى خطبة 

قال فيها: يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام، ليست لقبيلة من العرب ذاك أن محمدا عليه السلام، لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن

وخلع الأنداد والأوثان، فما آمن به من قومه إلا رجال قليل، وما كانوا يقدرون على أن يمنعوا رسول الله ولا أن يعزوا دينه، ولا أن يدفعوا عن أنفسهم حينما عموا به

فلما أراد لكم ربكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة. فرزقكم الله الإيمان به وبرسوله والمنع له ولأصحابه والإعزاز له ولدينه والجهاد لأعدائه

فكنتم أشد الناس على عدوه منهم، وأثقله على عدوه من غيركم، حتی استقامت العرب لأمر الله طوعا وكرها، وأعطى البعيد المقادة صاغرا حتى أثخن الله عز وجل لرسوله بكم الأرض ودانت بأسيافكم له العرب وتوفاه الله وهو عنكم راض  وبكم قرير عين.

فاستبدوا بهذا الأمر دون الناس».

موقف الانصار

فأجابوه، أن قد وفقت في الرأي وأصبت في القول، ولن | تعدوا ما رأيت ، نوليك هذا الأمر، فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضی، ولكن الأوسع من الأنصار وقفوا من سعد بن عبادة موقفا

ولم يستريحوا لرأيه خوفا من سيطرة الخزرج عليهم يستولية الإمارة سعد ، وتقوم | بينهم المعارك التي كانت في الجاهلية وبينما الأنصار يديرون الرأي على وجوهه 

وصل نبأ اجتماعهم في | سقيفة بنی ساعدة إلى عمر بن الخطاب وما هم عليه من الاستشراف لهذا الأمر والتحفز للبيعة فأقبل إلى منزل رسول الله وأرسل إلى أبي بكر وقص عليه أمر اجتماع الأنصار

فرد عليه قائلا: إني منشغل بجهاز رسول الله، فرد عليه عمر بأن قد حدث أمر لابد لك من حضوره، أما علمت أنا الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولوا هذا الأمر سهله بن عبادة

وأحسنهم مقالة من يقول : «منا أمير ومن قريش أمير» فمضوا مسرعين نحوهم ومعهم بعض الصحابة من المهاجرين، حتی

و اتوهم مجتمعين بالسفيفة . وافوهم مجتمعين بالسقيفة.

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى