التاريخ الإسلامي

الفتح الأعظم … فتح مكة ( الجزء الاول )

فتح مكة

فتح مكة ، قريش تنقض عهد الحديبية :

وفسرت قریش ما جرى في مؤتة بأنه هزيمة بالغة لحقت بالمسلمين، وإصابة مؤثرة في قوتهم وفي مستقبلهم، وهذا خطأ فادح وقعت فيه

وترتب عليه نتيجة لم تدر في خواطرهم، ولكن هكذا جرى الأمر، فقد انتهزوا فرصة ضعف المسلمين – الذي توهموه بعد غزوة مؤتة

وهاجموا ومعهم حلفاؤهم بنو بکر، قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين، وقتلوا بعض رجالهم، فانحازت خزاعة إلى الحرم لوقف هذا العدوان

مقالات ذات صلة

فتبعهم البكريون يقاتلونهم فيه ، وقريش تعينهم عليهم لا يرعون حرمة البيت ، ولا يحترمون الهدنة المعقودة في الحديبية !

قال ابن إسحاق :

فلما تظاهرت بنو بکر وقريش على خزاعة ، وأصابوا منهم ما أصابوا، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله من العهد والميثاق

خرج عمرو بن سالم الخزاعی حتی قدم على رسول الله المدينة ، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس ، فقال :

یا رب إني ناشد محمدا                                  حلف أبينا وأبيه الأتلدا

قد كنتم ولدا وكنا والدا                                    ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر هداك الله نصرا اعتدا                               وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا                                 أبيض مثل البدر تسمو صعدا

إن سيم خسفا وجهة تربدا                               في فيلق كالبحر يجری مزيدا

إن قريشأ أخلفوك الموعدا                                ونقضوا ميثاقك المــؤكــــــــدا

وجعلوا لی فی کداء رصدا                                وزعموا أن لست أدعو أحدا

وهم أذل وأقل عـــــــــددا                                 هم بیستونا بالوتير هجدا

وقتلونا ركعا وسجدا

فقال له رسول الله : نصرت يا عمرو بن سالم !

فتح مكة
فتح مكة

محاولة ابا سفيان

وحاول أبو سفيان أن يصنع شيئأ يتدارك به الأزمة قبل استفحال خطرها، ولكن فات الوقت

فقد أدرك شناعة الخطأ الذي وقعت فيه قريش، فأسرع إلى المدينة طالب تجديد الصلح ومد أجله. ودخل على ابنته أم حبيبة زوج النبي ، وأراد أن يجلس على الفراش فطوته عنه

فقال : يا بنية، ما أدري أرغبت بی عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله، وأنت رجل مشرك نجس ، ولم أحب أن تجلس عليه !! قال : والله لقد أصابك بايبية به وعليه، فلم يرد عليه شيئا !

فاستشفع بأبی بکر، فلم يشفع له عند النبي، فذهب إلى عمر  وكلمه، فقال له: أأنا أشفع لكم عند رسول الله ؟

والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به !! فانطلق إلى على واسترحمه برحمة منه !

فقال علي : ويحك يا أبا سفيان ، والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نحلمه فيه.

وتوجه بالعود إلى مكة ، فيعاد من حيث أتى فاشلا في مسعاه، مترقبأ خطوة النبي التالية وكذلك قريش جميعا.

وتجهز النبي والمسلمون للخروج، وأعلن رسول الله أنهم ماضون إلى فتح مكة، وأمر أصحابه بالجد والتهيؤ وقال : اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتی نباغتها في بلادها.

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى