التاريخ الإسلامي

النبي يقسم مغانم حنين

مغانم حنين

مغانم حنين ، أنعم الله على رسوله وعلى المسلمين يوم حنين بالنصر الباهر والغنيمة الهائلة

ذكر المؤرخون أنها كانت : ستة آلاف من السبي، وأربعة آلاف أوقية من الفضة، و أربعة وعشرين ألف من الإبل ، وأربعين ألفا من الغنم .

وقد رأى النبي ألا يقسمها إلا بعد الانتهاء من أمر ثقيف ، وأمر أن يذهبوا بها جميعا إلى الجعرانة – وهي قرية قريبة من مكة – حتى يفرغ لها في قسم منها 

مقالات ذات صلة

رجوع المسلمين الى الجعرانة

ورجع المسلمون من الطائف إلى الجعرانة، وقبل أن يقسم هذا السبي أمر بأن يكسوا ثيابا جديدة ، فابتاعوا لهم من مكة ثيابا وألبسوهم 

ثم بدأ عليه السلام يوزع الغنائم على الناس على نحو غير معهود، حيث أعطى كثيرة لغير أصحاب البلاء ، بل لقد ذهبت معظم هذه المغانم إلى الطلقاء، وزعماء الأعراب ، وهؤلاء جميعا هم أول من ولي الأدبار يوم حنين

علی حین حرم الأنصار كلهم من عطايا ذلك اليوم، وهو أولو البأس والنجدة وأصحاب النصر وصانعوه يومئذ !

و كان لا بد من تفسير لذلك ؟

وها هو :  عن أبي سعيد الخدري قال : لما أعطى رسول الله ما أعطى من تلك العطايا في شر العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شئ

وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتی کثرت قال قائلهم : لقی والله رسول الله قومه ، فمشی سعد بن عبادة إلى رسول الله فقال : يا رسول ارشد وجدوا عليك في أنفسهم ، قال : فيم ؟ قال : فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وسائر العرب 

ولم يكن فيهم من ذلك شيء !

 مغانم حنين
مغانم حنين

الرسول يجمع الانصار

قال رسول الله فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : ما اله امرار من قومی .

قال : فاجمع لى قومك في هذه الحظيرة، فخرج سعد، فجمعهم. وقال : يا رسول الله، قد أجتمع لك هذا الحي من الأنصار.

فأتاهم رسول الله وخطبهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال : يا معشر الأنصار: ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟؟

قالوا: بلى ! قال : ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟ قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله، لله ولرسوله المن والفضل !! قال : أما والله لو شئتم فقلتم فصدقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآوينالك، وعائلا فيآسيناك .

فقالوا : المن الله ورسوله . قال : أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعساعة من الدنيا تألفت بها قوم ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا الله إلى رحالكم؟

فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت أمرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبأ، وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار !!

اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار .

قال أبو سعيد : فبكى القوم حتى أخضلوا (بللوا) لحاهم، وقالوا : رضينا برسول الله قسما وحظا ، ثم انصرف رسول الله، وتفرقوا.

عودة المسلمين لمكة

وعاد النبي وأصحابه إلى مكة ، ولم يطل مكثهم بها إلا ريثما نظمت شئونها، فقد ولى عليها رسول الله أحد شبابها « عتاب بن أسيد، و فيرض له في اليوم درهما واحدا أجرا

كما خلف بين أهلها أحد فقهاء الصحابة «معاذ بن جبل، ليعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين، وأن للمدينة أن تستقبل أبطالها الفاتحين الظافرين بعد غيبتهم منها أكثر من ثلاثة أشهر فمضى رسول الله وأصحابه نحو دار الهجرة، فدخلوها في أواخر السنة الثامنة، ليستقبلوا فيها مع الإمام عاما جديدا حافلا بالحوادث الكبار .

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى