الفقه الإسلامي

انواع الجزاء في الاسلام

 الجزاء في الاسلام

الجزاء في الاسلام ، وإذا رحنا نتعرف على الجهة التي سنقف أمامها لتحاسبنا على أفعالنا ، فإننا سنجد مذاهب عديدة في هذه المسألة، وكل يتجه بالجواب وجهة تتسق مع المبادئ الفلسفية التي ينطلق منها مذهبه

فهناك المذهب الصوفي الذي يرى أن الإنسان مسئول أمام الله سبحانه فقط. – وهناك المذاهب الأخلاقية التي تحصر جهة المسئولية في ضمير الفرد ذاته

وتقيم منه محكمة داخلية تتولى محاسبة الإنسان ومحاكمته بما تقذفه في وجدانه وطوايا نفسه من طمأنينة ورضي وسعادة أو شعور بالتعاسة والشقاء والضيق والحرج .

وهناك المذاهب الاجتماعية التي تجعل من «الأمة» جهة جزاء يقف المرء أمامها مسئولا عما قدمت يداه .

ومن هنا كان للجزاء ميادين ثلاثة :

الجزاء الإلهي، والجزاء الأخلاقي، والجزاء الاجتماعي. وكل مذهب منها ينظر إلى الجزاء من زاوية لا ينظر منها المذهب الآخر . أما وجهة النظر الإسلامية في هذا الموضوع فهي أعم وأشمل من وجهة النظر الأحادية التي ذهبت إليها المذاهب السابقة.

فالقرآن الكريم يشير فيما يتعلق بالمسئولية إلى أننا نقف أمام سلطة ثلاثية يتمثل فيها:

1- الضمير.

٢- والمجتمع.

٣- والعدل الإلهي.

ففي أنفسنا محكمة الضمير ، ومن حولنا محكمة الناس ومن فوقنا محكمة السماء ولنا مع كل واحدة منها «أمانة، سوف يحاسبنا الله عليها يوم القيامة :

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27)   الانفال 

فقوله تعالى :  لا تخونوا الله  : اشارة إلى المسئولية الدينية .

وقوله تعالى : والرسول : إشارة إلى المسئولية أمام الناس .

وقوله تعالى: « تخونوا أماناتكم :  إشارة إلى المسئولية الأخلاقية أمام الضمير

ونفس هذا المعنى تؤكده الآية الكريمة الأخرى :وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) التوبة 

١- المحكمة الإلهية :

فسيرى الله عملكم

٢- المحكمة الإنسانية :

 ورسوله والمؤمنون

٣- محكمة الضمير

فينبئكم بما كنتم تعملون 

وخلاصة القول :

أن الإسلام وإن كان يجعل مسئولية الإنسان أمام الله تعالى في المقام الأول، فإنه مع ذلك لا يقلل من أهمية والمسئولية أمام الضمير وأمام المجتمع.

الجزاء الإلهي

يتبين من تتبع آيات القرآن الكريم في موضوع «الجزاء، أن الجزاء الإلهي يحدث في الحياة العاجلة كما يحدث في الحياة الآخرة.

جزاء المؤمنين الصالحين

1- وفيما يتعلق بالجزاء الإلهي في حياتنا الدنيا، نجد وعدأ من الله بجزاء حسن مادي لمن التزم التقوى في سلوكه وتصرفاته :

 وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)  الطلاق 

 وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)  الطلاق 

ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)   هود 

ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)   سبأ 

ولا يقتصر نوع الجزاء في الحياة العاجلة على الجزاء المادي فقط بل يتعداه إلى العقلي أو الأخلاقي المتمثل في الهداية والنور والتزكية وقوة التمييز بين الحق والباطل :

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)   البقرة 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)  «الأنفال».

 الجزاء في الاسلام
الجزاء في الاسلام

الجزاء في الاسلام

جزاء الكافرين والظالمين

وأما الكافرون والظالمون والمستبدون فإن جزاءهم مزيد من العمى والضلال والانحراف 

وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ   إبراهيم.

بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)    النساء . 

فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)  التوبة 

۲- أما عن الجزاء الإلهي في الحياة الآخرة

فالآيات التي تبشر المؤمنين بالجزاء الحسن وتنذر الضالين بالجزاء الأليم تفوق الحصر

الجزاء الاجتماعي

هذا الجزاء تتولاه القوانين التي تحكم المجتمعات، ويتمثل في العقوبات المعروفة من سجن أو تغريم أو حرمان من ميزات في الوظيفة والعمل .

ويتمثل أيضا فيما يعانيه الشخص الخارج على أعراف المجتمع وعاداته وتقاليده من الشعور بالعزلة والاغتراب بين أهله وقومه.

الجزاء الأخلاقي

وهذا اللون من الجزاء يتمثل في الألم النفسي والعذاب الداخلي والشعور بالاستخراء الباطني واحتقار الذات إن كان الجزاء عقابا ، وفي حالة الجزاء الثوابي يشعر بنوع من السعادة والطمأنينة والرضا عن النفس واحترام الذات

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى