احاديث نبوية

حديث عن سعة فضل الله تعالى وشرحه بالتفصيل

نص الحديث (حديث عن سعة فضل الله تعالى وشرحه بالتفصيل)

حديث عن سعة فضل الله تعالى ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه آنه سمع رسول الله يقول: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص : الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ».

راوي الحديث

هو : سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الله بن ثعلبة الأنصاري، أبو سعيد الخدری

شهد الخندق، وبيعة الرضوان، له (۱۱۷۰) حديثا

مقالات ذات صلة

توفي : في عام ثلاث وستين هجريا.

شرح حديث عن سعة فضل الله تعالى

فحسن إسلامه : أو إسلامها بأن دخل فيه بباطنه وظاهره، واعتقده اعتقادا خالصا من الشوائب.

يكفر : التكفير : التغطية والستر، ويصح هنا أن يكون بمعنى إزالة الكفر والمعاصي، وقيل: إماطة المستحق بالعقاب بثواب زائد.

زلفها : أي: قدمها وأسلفها .

وكان بعد ذلك : أي بعد حسن إسلامه .

القصاص: أي: كتابة المجازاة في الدنيا.

بعشر : أي تكتب وتثبت بعشر.

ضعف : الضعف بكسر الضاد : أي: المثل إلى ما زاد، يقال لك ضعفه ، يريدون مثليه وثلاثة أمثاله؛ لأنه زيادة غير مخصوصة.

والسيئة بمثلها : أي بغير زيادة.

إلا أن يتجاور الله عنها : أي: عن السيئة فيعفو عنها.

 حديث عن سعة فضل الله تعالى
حديث عن سعة فضل الله تعالى

الشرح التفصيلي

١- المقصود بالعبد في الحديث:

عبر في الحديث شريف بقوله: «أسلم العبد»، وليس المقصود الاقتصار على العبد فقط، بل تدخل فيه الأمة أيضا، فليس  الإسلام قاصرا على الرجل، بل يشمله ويشمل المرأة لأن النساء شقائق الرجال يسري عليه ما يسري على الرجال إلا ما خص بحكم شرعي فالتعبير بالعبد هنا – في الحديث – للتغليب.

۲- هل التضاعف يتجاوز السبع مائة؟

زعم بعض العلماء أخذا بظاهر قوله صل الله عليه وسلم : «إلى سبع مائة ضعف» أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة، ورد عليه بحديث ابن عباس رضي الله عنه عند البخاري في کتاب الرقاق: «كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف گثيرة ».

وأما قول الله تعالى: ” والله يضاعف لمن يشاء “ فليست صريحة؛ لأنه يحتمل أن يكون المراد أن يضاعف تلك المضاعفة لمن يشاء، بأن يجعلها سبعمائة، وهو الذي قاله البيضاوي تبعا لغيره. ويحتمل أن يضاعف السبعمائة بأن يزيد عليها.

  • في قوله صل الله عليه وسلم : «إلا أن يتجاوز الله عنها»: دليل لأهل الشئة على أن العبد تحت

مشيئة الله – تعالى – إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه.

وفيه رد أيضا على من قطع لأهل الكبائر بالنار كالمعتزلة، والخوارج.

٣- هل أعمال البر تكتب للكافر؟

جاء في رواية النسائي: «إذا أسلم العبد فحسن إسلامه، كتب الله له كل حسنة كان ازلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان ازلفها»

ومقتضاه : أن الكافر إذا ۔ فعل أفعال جميلة على جهة التقرب إلى الله – تعالى – كصدقة، وصلة رحم، وإعتاق، ونحوه ثم أسلم، ومات على الإسلام كتب له ثواب ذلك، وهو ظاهر خلافا لبعض أهل العلم، أما إذا لم يشم فقيل: لا يكتب له ثواب، بل نفعه قاصر على الدنيا كزيادة مال، وولد.

والراجح :

أن الكافر إذا أسلم وحسن إسلامه، كتب له أعمال البر في حال كفره فضلا من الله سبحانه وتعالى، وکرما ببركة إسلامه.

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى