أذكار و أدعيةاحاديث نبوية

دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح

الدعاء هو أحد أفضل العبادات، وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، ولقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية التي يحث فيها الله عز وجل عباده على التقرب منه بالدعاء، واللجوء إليه وحده في كل مطالبهم.

ولقد علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الكثير من الأدعية لكل فعل نقوم به في حياتنا، ومن هذه الأدعية دعاء الاستفتاح، وهو الدعاء الذي يُستحب أن تستفتح به صلاتك.

متى يُقال دعاء الاستفتاح

أجمع أغلب العلماء على أن دعاء الاستفتاح يُستحب قوله في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة فاتحة الكتاب، ولكن ذهب علماء المالكية على جواز قوله قبل تكبيرة الإحرام.

ويُستحب قول الدعاء بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى فقط من كل صلاة مفروضة، وإذا كان المُصلي يصلي أربع ركعات بتسليمتين فيُقال الدعاء في الركعة الأولى من كل ركعتين، وفي قيام الليل يُستحب قول الدعاء بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى فقط.

صيغ دعاء الاستفتاح في الصلوات المفروضة والنوافل

دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العديد من الصيغ والألفاظ في استفتاح الصلاة، وبعض الأحاديث ورد فيها الدعاء بشكل عام دون تحديد وقت الصلاة المستحب فيها، وهذه الصيغ هي المستحب قولها في الصلوات المفروضة والنوافل، ومن هذه الأحاديث:

ما رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة، قَال أحسبه قال: هنية، فقلت: بأبي وأمي يا رسول اللَّه، إِسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قَال: “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد”.

وروى أبو داود، والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: “سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك”، وصححه الشيخ الألباني في “صحيح الجامع”.

وروى مسلم، والنسائي عن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً جاء، فدخل الصف وقد حفزه النفس، فقال: “الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه”، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: أيكم المُتكلم بالكلمات؟ فأرم القوم (أي سكتوا) فقال: أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأسًا، فقال الرجل: جئتُ وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها، أيهم يرفعها.

وروى مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: “الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرة وأصيلاً” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من القائل كلمة كذا وكذا؟ قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: عجبتُ لها، فُتحت لها أبواب السماء. قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في ” فتاوى نور على الدرب “: أما في الفريضة فالأفضل: (سبحانك اللهم وبحمدك …. إلخ)، أو: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي … إلخ)، وهذا المحفوظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفريضة.

صيغ دعاء الاستفتاح في قيام الليل

أجمع العلماء أن الأدعية التي ذُكرت في أحاديث تنص على قيام الليل فهي مُستحب قولها في صلاة قيام الليل دون غيرها، ومن هذه الأحاديث:

روى مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: “اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”

وروى البخاري، ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل قال: “اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيمُ السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيّون حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت”.

وروى النسائي عن عاصم بن حُمَيْد قال: سألت عائشة رضي الله عنها: بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل ؟ قالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكبر عشرًا، ويحمد عشرًا، ويُسبح عشرًا، ويستغفر عشرًا، ويقول: “اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني، وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة”، صححه الشيخ الألباني في (صحيح سنن النسائي).

وعن حذيفة بن اليمان، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، قال: فلما دخل في الصلاة قال: “الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة”.

وروى مسلم، والنسائي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: “وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك”.

وقال ابن قيم الجوزية في (زاد المعاد): المحفوظ أن هذا الاستفتاح إنما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.

حكم دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح

أجمع الفقهاء على أن دعاء الاستفتاح إنما هو سُنة مستحبة وليس فرض أو ركن من أركان الصلاة، وعليه فأنه يُفضل استفتاح الصلاة بأحد الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع العلم أن الصلاة دون الاستفتاح هي صلاة صحيحة لا يُنقص ذلك منها شيئاً.

وإذا جاء أحد صلاة الجماعة وأدرك الإمام في الركعة الأولى أو الثانية، فيُستحب قول دعاء الاستفتاح إذا لم يخشى ركوع الإمام، أما إذا خشي أن يركع الإمام فعليه أن يقتصر على قراءة الفاتحة فقط، مع العلم أنه من غير المُستحب الجمع بين أكثر من صيغة من صيغ الاستفتاح في صلاة واحدة.

تفسير دعاء “سبحانك اللهم وبحمدك ….”

  • “سبحانك الله وبحمدك” تعني: تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل شيء لا يليق به.
  • “وتبارك اسمك” تعني: أي أن كل البركة في اسمك.
  • “وتعالى جدك” يُقصد بها: علت وارتفعت عظمتك يا الله.
  • “ولا إله غيرك” أي لا معبود بحق سواك يا الله.

تفسير دعاء “اللهم باعد بيني وبين خطاياي ……”

يُقصد بهذا الدعاء رجاء الله سبحانه وتعالى بالسلامة من الذنوب، والبعد عنها، وأن تكون توبة الداعي توبة صادقة، وطلب الطهارة من الذنوب والمعاصي حتى يصير عبدًا نقياً.

معنى دعاء ” اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل …….”

هذا الدعاء يُعني التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأنه رب جبريل وميكائيل واسرافيل، وهم مقدمو الملائكة وأفضلهم، واللجوء إليه أنه الخالق لكل شيء، والمالك لكل شيء، والحاكم في كل شيء، والرجاء بهذا أن يهديك الله إلى الطريق الحق والصواب، والصراط المستقيم.

فضل دعاء الاستفتاح

دعاء الاستفتاح مليئ بالخير، فهي تحتوي على الثناء على الله وتمجيده وتعظيمه، كما يوجد بها التوسل واللجوء لله وحده، وتنص على طلب الهداية والتوبة الصادقة والتطهر من الذنوب والخطايا، وكلها أدعية تنير قلب ونفس المسلم وتأخذ بيده إلى الطريق المستقيم إذا أخلص النية لله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى