التاريخ الإسلامي

زواج النبي بزينب بنت جحش

الحكمة من زواج النبي بزينب بنت جحش

زواج النبي بزينب بنت جحش ، وقد شاء الله تعالى أن يحقق من زواج زید من زینب هدفين ، وأن يهدم قاعدتين من قواعد الجاهلية ، قاعدة التبني وما يترتب عليه من آثار

وقاعدة التمييز العنصري بين السادة والعبيد، لأن الإسلام قد سوى بين الناس جميعا فكلهم لآدم وآدم من تراب ، وأكرمهم عند الله أتقاهم.

زواج النبي ، وهدم هذه العادات الجاهلية التي تواضع الناس عليها أجيالا طويلة حتى ألفوها يحتاج إلى شجاعة وجرأة، ومن أقدر على ذلك من النبي ، فهو صاحب الدعوة وإمام المسلمين ومشرعهم ؟.

وليدرك صعوبة هدم هذه العادات الجاهلية وإلغائها ، فإن النبي نفسه قد وجد صعوبة بالغة في هدمها و إلغائها، فعندما خطب زینب لزيد من أهلها، رفضت هي ورفض أهلها، وكبر عليهم أن يخطب النبي ابنة ابوية الشريفة لرجل كان عبدا

مقالات ذات صلة

لكن النبي أصر على إتمام هذا الزواج وأيده القرآن الكريم حيث أنب زینب وأهلها على عصيانهم أمر النبي

إذ جاء في سورة الأحزاب قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)

بعد نزول هذه الآية أذعنت زینب وأهلها لأمر الله ورسوله، وقبلت الزواج من زید علی كره منها، وتم الزواج، ولكن زينب لم يسلس قيادها لزوجها

زواج النبي
زواج النبي

خلاف زينب بنت جحش مع زوجها الاول زيد

ودأبت على التعالى عليه والفخر بحسبها ونسبها ، وتعييره بأنه أقل منها شأنا لأنه كان عبدا ، فعز علی زید ذلك ، ولم تسمح له كرامته بأن يعيش مع زوجة تتعالی عليه

فشكا منها للنبي أكثر من مرة، فكان النبي ينصحه بالصبر لعل شأنها ينصلح معه، لكن زيد، لم يعد يطيق صبرا على ذلك ، فرجا النبي أن يطلقها منه

ولما تباطأ النبي في ذلك عاتبه الله في سورة الأحزاب بقوله :وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)

عندئذ قبل النبي من زید طلاقها وبعد انتهاء عدتها خطبها النبی و تزوجها، فتحقق بهذا الزواج هدفان ، وهدمت قاعدتان، فبزواج زيد من زينب ألغيت التفرقة العنصرية بين المسلمين

 

فلم يعد هناك عبيد وسادة بل الكل عبيد الله ، و بزواج النبی من زینب ألغيت قاعدة التبني وما كان يترتب عليها من آثار، قال تعالى – في شأن الأبناء  بالتبني  في سورة الأحزاب :  وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)

هذا هو وجه الحق في زواج الرسول ل من زينب بنت جحش، وهو زواج لا شبهة فيه ، ولا يحتمل ما أثاره المستشرقون

عادة المستشرقين

ولكن هذه عادة المستشرقين في الطعن على الإسلام وعلى الرسول، فراحوا يتلقفون روايات كاذبة وردت – للأسف – في بعض المصادر الإسلامية

ثم نسجوا حول هذا الزواج تهما ألصقوها بالنبي وهو منها برئ ، فقالوا : إن النبي – بعد أن زوج زينب لمولاه زيد – ذهب إلى بيت زيد فرأى زينب في ثوب زينتها فأعجب بها بل عشقها وهام بها حبا

ووصل ذلك إلى سمع زيد فطلقها ليتزوجها النبي – حاشا لله أن يحدث مثل هذا من سيد الأنبياء – فأي نبي هذا الذي يقع في غرام امرأة في عصمة رجل آخر، إن رجلا عادية من الناس لا يسعه أن يقدم على هذا إلا إذا فقد مروءته وأخلاقه

فما بالنا بالنبي العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في النبل والأخلاق والعفة والطهارة، ووصفه ربه بأنه على خلق عظيم و جعله قدوة للمسلمين ، ومتى عهدنا من النبي مثل هذا فحياته من مولده إلى وفاته كلها طهر وعفة وبعد عن الشبهات

ومتى كانت زينب وهي بنت عمته غريبة عنه حتى يراها فجأة ويهيم بها حبا وهي في عصمة رجل آخر، ألم ترب تحت سمعه و بصره ويعرفها منذ ولادتها فلو كان يريد أن يتزوجها من البداية فمن كان يمنعه من ذلك ؟

وهل كانت زينب تأبى الاقتران بخير خلق الله جميعا ، ولكن تلفيق المستشرقين ومحاولتهم تجريح النبي والنيل من الإسلام في شخصه.

ولكن هذا السهم كغيره من المهام التي وجهها المستشرقون إلى النبي طاش وارتد إلى نحور أصحابه وبقى الرسول ل وسيظل إلى أن تقوم الساعة أفضل وأطهر وأعف خلق الله رغم حقد الحاقدين الكائدين الذين انحطوا إلى هذا الدرك وراحوا يلفقون هذه التهم الباطلة وهذه الأكاذيب ويلصقونها به .

 قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى