الوضوء والطهارة

زوال العقل … الثاني من نواقض الوضوء

زوال العقل :

من نواقض الوضوء زوال العقل ، ولزوال العقل أسباب منها : الجنون أو الإغماء أو السكر ، وما شاكل ذلك من الأدوية المزيلة للعقل ، ومما يزيل العقل فضلا عما تقدم النوم .

ونتحدث عن زوال العقل بغير النوم ، وزواله بالنوم ، وتأثير ذلك على الوضوء فنقول وبالله التوفيق :

أ- زوال العقل بغير النوم كالجنون والإغماء والسكر ونحو ذلك

نواقض الوضوء ، يؤثر ذلك على الوضوء فيبطله سواء طالت فترة إزالة العقل ، أو قصرت ، وذلك بإجماع أهل العلم .

قال ابن المنذر :

أجمع العلماء على وجوب الوضوء على .

المغمى عليه :من نواقض الوضوء ، وإنما انعقد على ذلك الإجماع ، لأنه إذا بطل الوضوء بسبب النوم فبطلانه بزوال العقل بغير النوم أولى لأن النائم أحسن حالا منهم بدليل أنه إذا نبه انتبه ، أما هؤلاء لا ينتبهون بالانتباه فضهم أبعد من حس النائم .

ب – زوال العقل بسبب النوم

النوم ناقض من نواقض الوضوء عند عالمة أهل العلم ويل على ذلك ما يلي :

أ- روی صفوان بن عسال المرادي قال : كان رسول الله بال يأمرنا إنا كنا مسافرين ، أو مفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام وليالين” إلا من جنابة ، لكن من غائط وبول ونوم “.

ب – روی علی – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الى وكاء العمة فمن نلم فليتوضأ ، ومعنى الحديث ، والله أعلم : أن الرسول لا يشبه العين بالوكاء الذي يشد على فم القربة

فكما لا يخری من القربة شئ إذا وجد على فمها هذا الوكاء فكذلك لا يخرج من الدبر شئ إذا كانت العين يقظة ، أو إذا خرج شعر الإنسان به ، والسه اسم من أسماء الدبر .

ج – النوم مظنة للحدث أي مظنة للخروج فأقيم مقام الخروج مثله في ذلك مثل التقاء الختانين فيوجب الغسل وإن لم يكن فيه إنزال بالفعل لأنه مظنة الإنزال فأقيم مقامه .

والنوم السابق ذكره الناقض للوضوء هو ما إذا كان النائم فيه مضطجعا على جنبه أي غير ممكن مقعدته من الأرض

أما إذا نام وهو جالس أي كان ممكنا وهو نائم مقعدته من الأرض فهل ينتقض بذلك الوضوء ؟

يفرق بين ما إذا كان النوم كثيرا أو يسير، أي قليلا ، فإذا نام القاعد. نوما كثيرا انتقض بذلك وضوؤه على الراجح لعموم الأدلة القاضية بانتقاض الوضوء بالنوم

فليس فيها تفرقة بين نوم القاعد والمضطجع ، ولا بين القلة والكثرة ، كما أن العلة من انتقاض الوضوء بالنوم متحققة في نوم القاعد إذا كان نومه كثيرا .

نواقض الوضوء
نواقض الوضوء

والعلة كما علمنا هي أن النوم يغضبي إلى الحدث :

أما إذا كان نوم القاعد يسيرة أي نام وهو قاعد على الأرض مدة من الزمن قليلة فإن وضوءه لا ينتقض بهذا النوم اليسير

لما روى أنس ، قال : كان أصحاب رسول الله ينامون ، ثم يقومون فيصلون ، ولا يتوضؤون “.

وفي لفظ آخر : قال : كان أصحاب النبي * ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ، ولا يتوضؤون”

فهذا الحديث يعتبر مخصصا للأدلة العامة القاضية بانتقاض الوضوء بالنوم إذا كان نوم القاعد يسيرا كما ذكرنا .

بقي أن نعرف ضابط الكثير واليسير بالنسبة لنوم القاعد فالصحيح في بيان حدهما العرف والعادة ، لأن ما لا ضابط له في اللغة ، ولا في الشرع كان المحكم فيه العرف .

ومن أخذته سنة أو غفلة مدة من الوقت بحيث لم يكن فيها مغلوب على عقله ، وكان عقله فيها ثابتا ، وحصه موجودا غير زائل ، وكان يسمع ما يقال بجواره ويفهمه وإن كان على هيئة حلم عنده فحينئذ لا يجب الوضوء عليه

إذا كان قبل ذلك متوضأ طالما كان الذي به مجرد سنة ، وهي ابتداء النعاس في الرأس ، بينما النوم يشمل الرأس والقلب معا ، وكلاهما منفيان عن الواحد الديان ، قال تعالى : ” لا تأخذه سنة ولا نوم ( البقرة : ۲۰۰ ).

فائدة :

قال الغزالي : الجنون يزيل العقل ، والإغماء يغمره ، والنوم يستره  .

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى