التاريخ الإسلامي

عثمان خليفة للمسلمين .. الجزء الثاني

عثمان خليفة للمسلمين ، ضاقت دائرة الخلاف وانحصر الأمر بين على وعثمان ، ولكن طال نقاش بعض المسلمين ، فبعضهم يؤيد عثمان ، وبعضهم يؤيد عليا ، ويسوق كل فريق الحجج والأدلة على صحة اختياره

وخشي سعد ابن أبي وقاص حدوث فتنة فدعا عبد الرحمن وقال له: «أسرع يا عبد الرحمن قبل أن يفتن الناس» .

 اجتماع المسلمين بالمسجد

ازدحم المسجد بالناس حتى اكتظ بأعدادهم، وصعد عبد الرحمن إلى المنبر ، فوقف و أطال الوقوف ونادى عليا فجاء إليه، فقال له عبد الرحمن : عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله و سيرة الخليفتين من بعده ؟

قال علي : أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمی و طاقتي ، ثم نادى على عثمان حتی وقف عند المنبر، ففعل معه مثلما فعل مع على بسط عبد الرحمن يده وأخذ يد عثمان وقال له : هل أنت مبايعني على كتاب الله وسنة رسوله 

مقالات ذات صلة

وفعل أبي بكر وعمر ؟ قال عثمان : نعم . قال عبد الرحمن : اللهم اشهد ، اللهم اشهد اللهم اشهد

ثم قام الناس فبايعوا عثمان . وزيد على ذلك في بعض الروايات قول عبد الرحمن بن عوف لعلي بن أبي طالب : «أما بعد یا على فإني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان ، فلا تجعل على نفسك سبيلا .

وأيا كان الأمر فإن عثمان قد بويع بالخلافة في نهاية المدة المحددة وهو اليوم الأخير من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، واستقبل خلافته بأول المحرم سنة أربع وعشرين وقيل بعد ذلك بيومين .

وقيل يوم السبت العاشر من المحرم  واتخذ رضي الله عنه حاجب هو «حمران، مولاه، وكاتب هو «مروان بن الحكم، وخاتما نقشه : آمنت بالله مخلصا ، وقيل آمنت بالذي خلق فسوى .

خرج وهو أشدهم كآبة فأتی منبر رسول الله ولما بايع أهل الشوری عثمان ، خرج وهو أشدهم كأبة فأتی المنبر

عثمان خليفة للمسلمين
عثمان خليفة للمسلمين

خطبة عثمان للمسلمين

فخطب عثمان خليفة للمسلمين في الناس سمونها عبارة عن نصائح تتعلق بالدين لا بالسياسة، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي : «إنكم في دار قلعة وفي بقية أعمار فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه 

فلقد أتيتم، صبحتم أو مسيتم ؛ ألا وإن الدنيا طويت على الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور اعتبروا بمن مضى، ثم جدوا ولا تغفلوا، فإنه لا يغفل عنكم.

أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ، ومتعوا بها طويلا ؛ ألم تلفظهم ! ارموا بالدنيا حيث رمي الله بها، واطلبوا الأخرة ؛ فإن الله قد ضرب لها من 

وللذي هو خير ، فقال عز وجل:

 وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)

«الكهف»

وأقبل الناس يبايعون عثمان ببعد نظره و کیاسته وورعه وتقواه أن يبادئ المسلمين بهذه اللمساحات والعظات الدينية لكي يعتبروا بها.

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى