الفقه الإسلامي

كيف يكون حال الناس بعد الموت

حال الناس بعد الموت

حال الناس بعد الموت

الناس بعد الموت أقسام ثلاثة :

1- قسم تغلق صحائفهم على ما عملوا من أعمال صالحة أو سيئة فلا يدخل فيها شيء على الإطلاق، وهؤلاء هم السلبيون انتهت أعمالهم بموتهم

۲- قسم تتزايد حسناتهم وتتكاثر دائما وهؤلاء هم الذين تركوا خلفهم أعمالا صالحة يقتدي بهم فيها، فحسناتهم تتزايد ما بقيت أعمالهم الصالحة

3- قسم تتزايد سيئاتهم وتتكاثر وهم الذين خلفوا أعمالا سيئة بعد موتهم يقتدي بهم فيها، فسيئاتهم تتزايد ما بقيت أعمالهم السئية.

إن الناظر في تاريخ الصحابة يجد أنه أمام جنس من البشر لم تعرفه الإنسانية في تاريخها القديم أو الحديث، وأنهم بحق كما أخبر الله عنهم أنهم الصادقون في إيمانهم

الذين سرى الإيمان في دمائهم وخالط لحمهم واستقر في قلوبهم استقرار المكتوب فيما يكتب فيه، لقد تجرد ولاؤهم الله تعالی.

قال الله تعالى:

لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)

لقد شهد الله تعالى في الآية السابقة وهو أعلم وأصدق الشاهدين بأن الإيمان قد استقر في قلوب الصحابة استقرار المكتوب فيما يكتب فيه

فلا ينفصل منه بحال من الأحوال مهما قلبته ذات اليمين أو ذات اليسار أو إلى أعلى أو إلى أسفل، فلا يتغير لهم حال مهما تقلبت عليهم الأحوال

فلقد بذل الصحابة من أجل نصرة دين الله تعالى النفس والنفيس،وافتحوا الإسلام ونبيه بأنفسهم وضحوا بكل ما يملكون وما ضنوا علىالإسلام بشيء على الإطلاق

بل إنهم تحملوا فوق طاقتهم وما يعجز مثلهم عن القيام بعشر معشار معشاره.

حال الناس بعد الموت
حال الناس بعد الموت

الصحابة

إن الصحابة لم يبذلوا الفائض عن حاجتهم الضرورية بل بذلوا ما هم بحاجة ماسة إليه، والإنسان إنما يبذل ما هو بحاجة ماسة إليه إذا كان من يبذل من أجله أحب إليه وأعز عليه من نفسه

وكان على يقين من أنه على الحق وأن أجره لن يضيع. .ولقد أثمر جهاد الصحابة وجهدهم وبذلهم وتضحيتهم في سبيل الله – تعالی بعد توفيق الله تعالى هذه الثمار العظيمة المباركة

فأفتوا الإسلام ونبيه بأنفسهم فثبتوا معه قبل الهجرة، ولم يرتد واحد منهم مع ما تعرضوا له من إيذاء لا يصبر عليه إلا أصحاب العزائم القوية والإيمان الصادق، وجاهدوا معه أهل الكفر الذين أرادوا القضاء على الإسلام وأهله.

ونشر الصحابة الإسلام في المشارق والمغارب بعد وفاته ودخل الناس في الإسلام أمما وشعوبة.

فالنبي قد انتقل إلى الدار الآخرة والإسلام لم يبرح الجزيرة العربية، فالذين نشروا الإسلام في المشارق والمغارب إنما هم أصحاب رسول الله

حال الناس بعد الموت ، فما أرادوا أن يستأثروا بالخير لأنفسهم، فقاموا بواجبهم نحو إخوانهم في الإنسانية، واستنقذ الله تعالى بهم الناس فأخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد

ومن ظلم الأحيان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فلقد نفع الله تعالی بهم من كانوا سببا في هدايتهم، وأعمال الذين هداهم الله تعالى إلى الإسلام في موازين حسناتهم إلى قيام الساعة كما سبق.

قد يهمك ايضاً :

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى