الأنبياء والمرسلين

ما هي النبوة وما هي شروط المعجزة

المعجزة

النبوة و المعجزة ، النبوة من الأمور الخارقة للعادة، فهي ليست من الظواهر التي تجري على القواعد المألوفة أو تنضبط بالقوانين والسنن الكونية .. ففي النبوة اتصال مباشر بين شخص معين من البشر

وبين قوى غيبية عليا يعجز الإنسان العادي عن إدراكها أو الاتصال بها عجزا مطلقا، وفي النبوة «إدراك» يدعيه النبي. وهو إدراك خفي محجوب عن أسماع الناس وأبصارهم

وكل قواهم المدركة ما ظهر منها وما بطن، وفي النبوة وادعاء بأن النبي تلقى أخبارا من السماء في أقل من لمح البصر وكل هذا مما يصطدم اصطداما مباشرا مع «عادات » الناس وما جرت به من نظم وقوانين.

ومن هنا كانت النبوة» أمرا بعيد الاحتمال في دائرة ما تعوده الناس وألفوه في حياتهم، ومن هنا أنكر المنكرون على الأنبياء دعواهم النبوة وقاوموهم مقاومة شديدة

وكان مبعث إنكارهم هو استبعادهم لأن يتفرد واحد بظاهرة غريبة لا يقدر عليها سائر الناس .. وكان في تفكيرهم : أن النبوة، لو كانت أمرا صحيحا فإما أن يستطيعها الناس جميعا

وإما أن تناط بكائن غير بشري.. أما أن تكون والنبوة أمرا خارقا لنظم البشر وعاداتهم ومألوفاتهم، ثم تظهر على واحد من هؤلاء البشر، فهذا هو – في زعمهم – التناقض الذي لا تطيقه عقولهم

وكانوا يحتجون على أنبيائهم بأنهم بشر مثلهم، وأنهم لا يجدون في أنفسهم شيئا مما يقوله هؤلاء، ومرة ظهرون حيرتهم من بشرية النبي ومماثلته للناس في الأكل والشرب، والمشي في مواق

وأخرى يبدون دهشتهم من هم تحمل الملائكة لهذا الأمر وقيامهم به بدلا لا يصح أن تتخلف .

ولذلك طلبوا من الأنبياء برهانا قاطعا على صدق دعواهم لا يترك لديهم مجالا لشك أو ريبة: فأتونا بسلطان مبين  إبراهيم.

وهذا الذي طلبه المنكرون إنما هو المعجزة.

المعجزة
المعجزة

حقيقة البنوة

إذا كانت أمرا خارقا للعادة لأنها تشتمل على أمور تصدم القوانين العادية فلا بد أن يكون برهانها أو دليلها من جنسها أيضا أي لابد أن يأتي النبي بأمر خارق للعادة يثبت به «نبوته»

ويحمل العقل السوي على تصديقه، وهذا الأمر الخارق هو : المعجزة وهي التي يخرق بها الله العادة على يديه، فإذا صدق الناس المعجزة التي جاء بها النبي (وهي أمر خارق) فسوف تسقط كل حججهم في رفض النبوة)

على أساس أنها تخرق عادات الناس، لأنهم لا يستطيعون أن يفرقوا في التصديق بين المعجزة وبين النبوة فكلاهما أمر خارق للعادة.

وأذن ، فصدق النبوة والمعجزة أمران متلازمان ، والمعجزة هي دليل العقل الأرحد- في حالة الإنكار – على صدق النبوة

تعريف المعجزة:

يعرف علماء العقيدة المعجزة، بأنها أمر خارق للعادة يظهر على يد مدعي النبوة، عند تحدي المنكرين على وجه يدل على صدقه، ولا يمكنهم معارضته

ويشترط في المعجزة، أن تكون :

1- فعلا من الأفعال المخالفة لما تعود عليه الناس وألفوه .

۲ – أن يظهره الله على يد من يدعي النبوة .

۳- أن يكون الغرض من ظهور هذا الفعل الخارق هو تحدي المنکرین ، سواء صرح النبي صاحب المعجزة بالتحدي أو كان التحدي مفهوما من قرائن الأحوال.

4 – أن تجيء المعجزة موافقة ومصدقة لدعوى النبوة، فإذا حدثت المعجزة وكذبت النبي في دعواه فلا يكون النبي صادقا، كما لو نطق الجماد مثلا بتكذيب صاحب المعجزة.

5- أن يعجز المنكرون عن الإتيان بمعجزة مماثلة لمعجزة النبي ، أي يعجزون عن معارضته.

قد يهمك ايضاً:

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى