التاريخ الإسلامي

متى كانت غزوة تبوك ( الجزء الثاني )

متى كانت غزوة تبوك ؟

غزوة تبوك ، وتجاوز النبي والمؤمنين هذه الظروف الدقيقة وخرجوا إلى وجهتهم المعلومة في رجب من السنة التاسعة للقاء عدو صعب المراس بجيش ضخم لم يسبق أن زحف من المدينة مثله

حيث كانوا يومئذ ثلاثين ألف رجل ، وذكر الله خروجهم مرضية عنهم فقال : لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (117)  التوبة

ومن مظاهر العسرة في هذا الجيش :

أن كان الرجلان والثلاثة يركبون بعيرا واحدا، وأنهم خرجوا في حر شديد فأصابهم العطش حتى كانوا ينحرون الإبل ليشربوا ما في أكراشها من الماء

مقالات ذات صلة

وحتى قال أبو بكر مرة: یا رسول الله إن الله عودك في الدعاء خيرا فادع الله لنا فقال أو تحب ذلك؟ قال: نعم.

فرفع النبي يديه إلى السماء فلم يرجعهما حتی قالت السماء – يعني آذنت بمطر – فاطلت ثم سكبت ، فملئوا ما معهم !!.

فلما علم الروم بخروج المسلمين إليهم في هذا الجيش الكبير آثروا الانسحاب من تبوك التي كانوا قد تحفزوا لقتال المسلمين بها

وعادوا مبتعدين داخل حدودهم، وحين وصل النبي إلى تبوك بعد انسحاب الروم منها ، لم ير وجها لملاحقتهم في بلادهم، ثم صالح نصاری العرب القاطنين بهذه الأرجاء

النصر لله

بعد أن أدركوا أن نفوذ الروم وسلطانهم عليهم قد ذهب معهم إلى غير رجعة، فدخل في عهد المسلمين أهل أيلة وأذرح وتيماء ودومة الجندل .

ثم كان العود الحميد الظافر من هذه الغزوة إلى المدينة التي خرج من بها ممن يحبون الله ورسوله يستقبلونهم بالإعزاز والفخر والبشر بنعمة الله وفضله عليهم.

المخلفون عن الغزوة

بعد العودة من غزوة تبوك ، دخل النبي المسجد ، فصلى ركعتين ثم جلس يستقبل الناس ، فجاءه المخلفون ، وأخذوا يعتذرون ويحلفون له. فقبل منهم علانيتهم وترك سرهم وحقيقتهم لله.

إلا ثلاثة من أصحابه صدقوا الله وصدقوه الحديث ، فأقروا بتخلفهم من غير عذر واعترفوا بذنبهم وهم كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية فأمر النبي أصحابه بالإعراض عنهم ومقاطعتهم حتى يقضى الله في أمرهم.

وبعد خمسين يوما شديدة عليهم ثقيلة على قلوبهم، تاب الله عليهم وعفا عنهم، وأنزل في شأنهم قوله تعالى : وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة

غزوة تبوك
غزوة تبوك

عام الوقود

عاد المسلمون من تبوك في رمضان، وفيه قدم إلى المدينة أول وفود القبائل التي دخلت في الإسلام وأرسلت تبايع النبي عليه وتعلن طاعتها له واستمساكها بأمره

ألا وهو وفد قبيلة ثقيف، فقد استجاب الله دعاء نبيه بهدايتهم، فأسلموا، وجاء وفدهم إلى المدينة يبايع رسول الله على الإسلام والطاعة، ثم عادوا بعد أن استضافهم النبي ما بقي من رمضان

وأمر على ثقيف : عثمان بن أبي العاص مع أنه كان أصغرهم سناً، وذلك لأنه كان حرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن حيث شهد بذلك له أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

ويتحدث ابن إسحاق عن وفود القبائل إلى النبي فيقول : لما افتتح رسول الله مكة ، وفرغ من أمر تبوك ، وأسلمت ثقيف وبايعت ، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش

وذلك أن قريشا كانوا إمام الناس وهاديهم، وأهل البيت الحرام، وصريح ولد إسماعيل، وقادة العرب لا ينكرون ذلك ، وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله وخلافه

فلما افتتحت مكة ودانت له قريش، ودوخها الإسلام، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله ولا عداوته ، دخلوا في دين الله أفواجا يضربون إليه من كل وجه… يقول الله تعالى لنبيه : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر 

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى