التاريخ الإسلامي

نتائج الفتوحات الاسلامية في عهد ابي بكر ( الجزء الثاني )

المظهر الثاني – وحدة صف المقاتلين :

عهد ابي بكر ، وقد أمر الله بتحقيق هذا الشرط، لأن تفرق المقاتلين دون خطة مرسومة موحدة جامعة مبدد للقوى موهن للعزائم ممكن للعدو أن يظفر بكل قسم على حدة

وقد تم في الفتوحات الإسلامية أن المسلمين قاتلوا صفا واحدا تحت إمرة قائد واحد ودليل ذلك قول الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4) الصف 

المظهر الثالث – الاعتماد على الله :

والاعتماد على الله في تحقيق النصر وعدم الاغترار بالنفس ، وهذا مهم جدا لإحراز النصر مع بذل قصارى الجهد لنيل تأييده ، أما الاغترار بالنفس أو بالمال فإنه يفضي إلى الإستهانة بقوة العدو

مقالات ذات صلة

ومع الاستهانة يحصل التهاون والتباطؤ والتواكل، وهذه من أبرز عوامل الخذلان ومسبباته، وقد رأينا في نتائج اعتزاز هرقل وكسرى، ودليل ذلك قوله تعالى : وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الأنفال .

المظهر الرابع – شدة البأس في القتال :

إن شدة البأس في القتال تجعل قلوب الأعداء فريسة للجبن والخوف ومتى وجد الخوف سبيله إلى القلوب ، انهارت قوى الهجوم، وقد رأينا هروب الفرس والروم من أمام جند المسلمين

ودليل ذلك وقول الله تعالى : فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) الأنفال

المظهر الخامس – الثبات والمصابرة :

ومن عوامل النصر في المعارك الحربية عموما، الثبات والمصابرة وعدم الفرار، مع الاعتصام بجانب الله، وقد وردت الآيات بذلك ، قال تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) الأنفال

المظاهر السادس – طاعة القيادة :

وطاعة القيادة المؤمنة شرط أساسي في الحرب والسلم معا حيث إن التنازع في الأمر واختلاف وجهات النظر في القتال

يؤديان إلى نتائج سيئة ولقد رأينا الجنود المسلمة في الفتوحات الإسلامية ينفذون أوامر قادتهم، بروح إيمانية عالية، فكانت النتائج طيبة

ويقول الله تعالى : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) الأنفال.

ابي بكر
ابي بكر

المظاهر الحضارية لعهد أبي بكر رضي الله عنه

وفي عهد أبي بكر رضي الله عنه ، نشأت مظاهر حضارية إسلامية ساعدت على تقوية بناء الدولة الإسلامية الفنية التي أسسها الرسول الكريم

فكانت حياة الصديق رضي الله عنه مثلا صادقا لفهم المسئولية في نشر دعوة الإسلام، ورعاية شئون الأمة، ومثلا صادقا للقدوة الحسنة.

ومن هذه المظاهر الحضارية ما يأتي:

أولا – المظهر السياسية

كانت سياسة الخليفة الأول أبي بكر رضي الله عنه ، امتدادا لسياسة رسول الله ، «نشر الرسالة ورعاية شئون الأمة»، فكان منهاجه القدوة الحسنة في الحكم

وشريطته الالتزام بمفهوم الشريعة الإسلامية وتطبيقها، وهدفه إعلاء شأن الدين وحفظ وحدة الأمة وسلامتها فجعل العدل رائده والشوری سبیله

وحارب الصديق المرتدين من ارتد منهم عن دينه و نقض عهده الهی عاهد عليه الرسول جماعات أو أفراد ، أو امتنع عن الالتزام بفريضة الزكاة

وانتصر في كثير من المعارك، وحارب دعاة النبوة الكاذبة ليأمن من خطرهم على الدين واستقرار أمن الدولة.

وتيسير الزوانه واحوش خارج حتيرادود الجزيرة العربية، لنشر الإسلام، وتشمت سلطته، فإذا كان الرسول الكريم قد وضع حجر الأساس في بناء الدولة الإسلامية، فإن الخليفة أبا بكر رضي الله عنه فضل تثبيته ، والحفاظ عليه بالدم والمال.

وفي خطبته ابي بكر التي ألقاها غداة توليه الخلافة نموذج رائع لأسلوب القائد السياسي حيث قال : أيها الناس ، إني قد وليت عليكم ولست بخيركم

فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقومونی، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوی هندی حتی آخذ الحق له، والقوى فيكم ضعيف عندی حتی آخذ الحق منه إن شاء الله

لا يدع أحدكم الجهاد فإنه لا يدعيه قسوم إلا ضربهم الله بالذل ، أطیعونی ما أطعمت الله ورسوله، فإن عصيت فلا طاعة لى علیکم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله)

بناء الخليفة الأولى سلوك القائد السياسي فأعلن سلطان القانون وسيادته وواجب إقامة العدل ، وحث على الجهاد لما فيه من أمن وسلام للدولة الناشئة .

ابي بكر
ابي بكر

ثانيا – المظهر الإداري

وفي عهد أبي بكر رضي الله عنه ظل النظام الإداري الذي أسسه النبي الكريم، فكان الخليفة يمثل السلطة التشريعية والتنفيذية معا، وبقى القضاء مستقلا عن الإدارة

وكان يساعد الخليفة في مهمته، مجلس من الكبار المسنين هم أهل الشورى و كان يتألف من كبار الصحابة (۲) ونتيجة للفتوحات الإسلامية في عهده

رأى أن يقسم البلاد إلى عدة ولايات هي مكة، والمدينة ، والطائف وصنعاء، وحضر موت، وخولان وزبيد ورمح والجند ونجران وجرش والبحرين، لتكون المدينة مركز الإدارة والسلطة

فكان تعيين العمال والأمراء والقضاة لهذه الولايات صادرة من الإدارة المركزية في المدينة، أما القادة الآخذون بفتح الشام والعراق فيولون عما من عندهم في الأرض التي يفتحونها

وكان من أساليبه الإدارية إرسال کتب وعهود إلى البلاد التي يريد فتحها وزود قواده بوصايا إسلامية رائعة سواء في حروب الردة أو في الفتوحات الإسلامية

ووصيته ليزيد بن أبي سفيان دليل على حسن إدارته وبعد نظره وقد أوردتها كاملة في هذا البحث لأنها نموذج طيب للقائد المسلم.

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى