الأسرة و المجتمع

هل صحيح أن الاسلام ضد حرية الاعتقاد ؟

هل صحيح أن الاسلام ضد حرية الاعتقاد ؟

حرية الاعتقاد ، لقد كفل الإسلام للإنسان حرية الاعتقاد، وجاء ذلك في وضوح تام في القرآن الكريم: (لا إكراه في الدين » [البقرة: ۲۰۹].

فلا يجوز إرغام أحد على ترك دينه واعتناق دين آخر، فحرية الإنسان في اختيار دينه هي أساس الاعتقاد.

ومن هنا كان تأكيد القرآن على ذلك تأكيدا لا يقبل التأويل في قوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) [الكهف: ۲۹].

إقرار الحرية الدينية

يعني الاعتراف بالتعددية الدينية، وقد أكد ذلك النبي في أول دستور للمدينة حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة .

ومن منطلق الحرية الدينية التي تضمنها الإسلام كان إعطاء الخليفة الثاني عمر بن الخطاب للمسيحيين من سكان القدس الأمان اعلى حياتهم وكنائسهم وصلبانهم، لا يضار أحد منهم ولا يرغم بسبب دينها.

لقد كفل الإسلام أيضا حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعي بعيد عن المهاترات أو السخرية من الآخرين

وفي ذلك يقول القرآن :

(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل:۱۲۵].

وعلى أساس هذه المبادئ السمحة ينبغي أن يكون الحوار بين المسلمين وغير المسلمين

وقد وجه القرآن هذه الدعوة إلى الحوار إلى أهل الكتاب فقال : وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون  [آل عمران: 64].

و معنى هذا أن الحوار إذا لم يصل إلى نتيجة فلكل دينه الذي يقتنع به وهذا ما عبرت عنه أيضا الآية الأخيرة من سورة الكافرون) التي ختمت بقوله -تعالى للمشركين على لسان محمد : لكم دينكم ولي دين » [ الكافرون:6].

حرية الاعتقاد
حرية الاعتقاد

الاقتناع هو أساس الاعتقاد

فالعقيدة الحقيقية هي التي تقوم على الإقناع واليقين، وليس على مجرد التقليد أو الإرغام. وكل فرد حرفي أن يعتقد ما يشاء وأن يتبنى لنفسه من الأفكار ما يريد

حتى ولو كان ما يعتقده أفكارا إلحادية، فلا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك طالما أنه يحتفظ بهذه الأفكار لنفسه ولا يؤذي بها أحدا من الناس. أما إذا حاول نشر هذه الأفكار التي تتناقض مع معتقدات الناس

وتتعارض مع قيمهم التي يدينون لها بالولاء، فإنه بذلك يكون قد اعتدى على النظام العام للدولة بإثارة الفتنة والشكوك في نفوس الناس، وأي إنسان يعتدي على النظام العام للدولة في أي أمة من الأمم يتعرض للعقاب

وقد يصل الأمر في ذلك إلى حد تهمة الخيانة العظمى التي تعاقب عليها معظم الدول بالقتل. فقتل المرتد في الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط، ولكن لإثارة النت البلبلة وتعكير النظام العام في الدولة الإسلامية.

أما إذا ارتد بينه وبين نه دون أن ينشر ذلك بين الناس ويثير الشكوك في نفوسهم فلا يستطيع أحد أن يتعرض له بسوء، فالله وحده هو المطلع على ما تخفي الصدور.

وقدنهب بعض العلماء الحدثين إلى أن عقاب المرتد ليس في الدنيا وإنما في الآخرة، وأن ما حدث من قتل للمرتدين في الإسلام بناء على بعض الأحاديث النبوية فإنه لم يكن بسبب الارتداد وحده، وإما بسبب محاربة هؤلاء المرتدين للإسلام والمسلمين).

وهذه وجهة نظر معقولة وجديرة بالاعتبار.

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى