الفقه الإسلامي

ما هي اقسام المؤمنين

اقسام المؤمنين

اقسام المؤمنين ، و يلاحظ على الآيات السابقة أن الله تعالى قسم المؤمنين إلى ثلاثة أقسام وهذه القسمة إلى يوم القيامة:

القسم الأول:

المهاجرون

وهم الذين آمنوا بمكة وظلوا بها ثلاث عشرة سنة ثابتين على الحق الذي آمنوا به وصب عليهم العذاب صبا حتى وصل إلى حد أن استشهد بعضهم تحت وطأة التعذيب

فهذا يأستر والد عمار يقتل، وهذه سمية والدة عمار يضربها أبو جهل بحربة في موضع العفة فتموت، وهذا عمار وبلال وغيرهما يعذبون وما ارتد واحد منهم عن دينه

وهم الذين هجروا الأهل والأوطان إلى وطن لا يعرف لهم مستقبل فيه إلى المدينة المنورة استجابة لأمر الله تعالی وثقة بوعده، وماذا لو أن أهل المدينة قالوا للمهاجرين عودوا من حيث أتيتم؟ إلى أين كانوا سيذهبون؟

وهل تركهم الشيطان دون أن يوسوس لهم ويلقي في أنفسهم هذه الهواجس ويثبطهم؟ أم أن إيمانهم كان أقوي من كيد الشيطان فما استطاع أن يثنيهم عما عزموا عليه؟

إن الإجابة على – هذا السؤال يعرفها كل من يسعى لعمل الخير، فالشيطان لا يترك المسلم إذا هم بعمل أى خير ولو كان دون الجهاد والهجرة بكثير

بل يظل يوسوس له ويثبطه عن عمل الخير بكل وسيلة ويخيفه من نتيجة عمل الخير وأنه سيعود عليه وعلى ذويه بالشر، ويفتح عليه الأبواب التي تعيقه عن العمل الصالح.

كما أجاب عنها بوضوح واقع الصحابة العملي كما تحدث عنها رسول الله .

عن سبرة بن أبي فاكه قال:

سمعت رسول الله يقول: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال له أثسيم وتر بينك وبين آبائك وآباء أبيك قال عصاه فأسلم

ثم قعد له بطريق الهجرة فقال أهاجر وتذر أرضك وماعك وإنما مثل المهاجر كمل الفرس في الطول قال فعصاه فهاجر، قال ثم قعد له بطريق الجهاد فقال الله هو جهد النفس والمال فقال فقتل فتنكح المرأة

ويقسم المال قال عصاه فجاهد، فقال رسول الله * فمن فعل تلك منهم فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو قيل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يجله الجنة أو وقصته ذاته كان قا على الله أن ينخله الجنة)).

.أى شرف أعظم من جعل المهاجرين نصراء لجه الكبير المتعال. باباوات والأرض بعض خلقه، والله تعالی بنتصر بذاته ليس بحاجة إلى نصرة من أحد، إنه لشرف لا يعدله شرف ومن أجله تبذل النفوس رخيصة.

اقسام المؤمنين
اقسام المؤمنين

القسم الثاني:

الأنصار وهم الذين استقبلوا . المهاجرين وآووهم , آثروهم على أنفسهم، وتحملوا المشقات التي لا تحتملها الجبال الرواسي في سبيل الدفاع عن دين الله تعالى

فالمدينة بلد محدود الموارد لا تكفي موارده أهلها، وهاجر المسلمون إليها فازداد العبء .الاقتصادي، ولقد رمي أهل الكفر كلهم المسلمين بالمدينة المنورة عن قوس واحدة وتآمروا جميعا ضد الإسلام والمسلمين

مع ما بينهم من خلافات عقدية؛ وذلك لأن الكفر كله ملة واحدة، وإذا كان المستهدف هو الإسلام فكل يتوحد ضده، وما أشبه اليوم بالبارحة!

ومع ذلك صمد المسلمون؛ لأن الجبهة الداخلية كانت متماسكة بالإيمان الصادق والثقة المطلقة بوعد الله تعالى لهم بالنصر والتمكين في الدنيا والفوز في الآخرة بالجنة، وهذه ثمار التربية الصحيحة التي ربي عليها النبي و أصحابه الكرام . .

القسم الثالث:

اقسام المؤمنين  ، الذين جاءوا بعد المهاجرين والأنصار وهم المسلمون إلى يوم القيامة، فهم يعرفون للمهاجرين والأنصار قدرهم وجهادهم

وبذلهم في سبيل الله تعالى، ويتقربون إلى الله تعالى بمحبتهم، ويعلمون أنهم مدينون لهم بعد فضل الله تعالى بإسلامهم وأي دين أعظم من ذلك؟

إن المؤمنين الذين جاؤا بعد المهاجرين والأنصار لن يستطيعوا الوفاء بحق المهاجرين والأنصار، لذلك وجب علينا وفاء ببعض حقهم أن نحبهم متقربين إلى الله تعالى بمحبتهم

وأن نترضى عليهم كلما ذكرناهم، وأن نحسن الظن بهم، وأن نحمل ما صدر منهم على أحسن المحامل ثقة بتعديل الله تعالى ورسوله لهم وثنائه عليهم وشهادته لهم بصدق الإيمان وقوة اليقين ووعدهم جميعا. الجنة

وأن لا نصغي إلى ما نسب لبعضهم من سلبيات لا تلزمهم بحال من الأحول وإنما هي في مجموعها من نسج الكذابين الكافرين الذين يبغضونهم ببغضهم لله تعالی ورسوله

وإن كان صدر من بعضهم من سلبيات

فهي مغمورة في بحار حسناتهم العظيمة، والإنسان إنما يوزن بحسناته وسيئاته عند المنصفين

اقسام المؤمنين  ، ثم إن هؤلاء الصحابة عليهم رضوان الله تعالى لم يخرجوا بصحبتهم للنبي لا عن كونهم من البشر الذين يجوز عليهم الخطا والنسيان، فكيف نطلب ممن لا عصمة له أن يكون معصومة ويحاسب على أنه معصوم

والقوم اجتهدوا لمصلحة الأمة والمجتهد مثاب وماجور على كل حال، فإن أصاب فله أجران أجر على اجتهاده وأجر على إصابته، وإن أخطأ فله أجر واحد على اجتهاده الذي لم يوفق فيه وهذا هو الذي يتوافق مع الطبيعة البشرية

ولو أن المجتهد لا يؤجر إلا إذا أصاب ويعاقب إذا أخطأ ما جاز.

لعاقل أن يجتهد عن عمرو بن العاص عنه أنه سمع رسول الله قال: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطا فل فانظر أيها المسلم من أي الأقسام أنت؟

وأنت لست من المهاجرين والأنصار قطعأ فكن من أهل القسم الثالث ( الذين جاغوا بعد المهاجرين . الأنصار)، فاعرف للمهاجرين والأنصار فضلهم ومنزلتهم التي أنزلهم الله تعالى إياها فتحبهم وتستغفر لهم اعترافا بفضلهم

فأنت مدين لهم بعد فضل الله تعالى بأغلى شئ بإسلامك، ولا تقبل فيهم قول أحد كائنا من كان، فليس بعد رضا الله عنهم وتعديله لهم وشهادته بصدق إيمانهم تعديل، وهو العليم بحاضرهم ومستقبلهم ومن أصدق من الله شهادة؟

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى