الفقه الإسلامي

ما هي المسئولية في الإسلام

ما هي المسئولية في الإسلام

المسئولية في الإسلام :

المسئولية في الإسلام

تعني المسئولية موقف الإنسان تجاه الإلزام الخلقي، كما تعني الالتزام بما يفرضه داعي الأخلاق على الفرد، وهي بهذا المعنى تمثل الصدى المنعكس عن صوت الإلزام

أو الاستجابة لهذا الصوت والتقيد بقيوده و حدوده وتبدأ المسئولية مع مطالبة الواجب وندائه باتخاذ موقف ما، ثم تنتهي بالفراغ

من عمل الواجب والوقوف للحساب والجزاء، سواء كان مصدر الجزاء : دينيا أو اجتماعيا أو نفسيا .

ويمكن أن نميز في العملية الأخلاقية بين مراحل ثلاث :

1- مرحلة نداء الواجب :

وهي المرحلة التي يمثلها نداء الإلزام الخلقي

 ۲- مرحلة إجابتنا لنداء الواجب :

وهي المرحلة التي تبدأ فيها المسئولية .

۳- مرحلة المحاسبة والجزاء:

وتكون بعد انتهاء مرحلة المسئولية .

المسئولية والحرية

والمسئولية في المرحلة الأولى – مرحلة نداء الواجب – لا تعني الرهبة أو الخوف أو الضعف ، بل تعني الشعور بالقوة والسيادة وأهلية التحمل والتصرف في ضوء ما يجب فعله.

ولا يمكن تصور المسئولية من كائن مسلوب الحرية والإرادة ، إذ معنی المسئولية ينطوي على ضرورة تعدد الإمكانات والبدائل في الفعل والترك

ولازم ذلك أن يكون المسئول شخصية مستقلة ذات قدرة على التفكير والتروي والإرادة والترجيح والاختيار في الفعل. ومن هنا لم تكن الموجودات الطبيعية أو الحيوانية موجودات أخلاقية تسأل عن سلوكها وتوجهاتها

فهي قد خلقت لتعمل لحساب الطبيعة وبجبرية بحتة وحركات لا تصدر عن تفكير وتقدير .

ولا شك أن الإنسان هو الكائن الوحيد من بين الكائنات الطبيعية والحيوانية الذي تنطبق عليه شروط المسئولية: فهو الكائن المزود بالحرية والعقل والإرادة والقدرة على الاختيار

وهو الكائن الذي رشحته فطرته لهذه الأعباء فأصبح ذا مسئولية وموضع أمانة وصاحب نفوذ وسلطان

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)  الاحزاب 

إن الحرية هي أساس المسئولية الأخلاقية، والإسلام وهو يحمل الإنسان بالمسئولية الأخلاقية إنما ينظر إليه في هذا الإطار، إطار الحرية المصححة للحساب وللجزاء.

والدليل على ذلك أن الإسلام يسقط عن الإنسان مسئوليته الأخلاقية عن كل فعل لا يتوفر فيه كمال العقل و تمام الحرية والإرادة :

«رفع القلم عن ثلاث : النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يبرأ وعن الصبي حتى يكبر»

مستويات المسئولية

1- مسئولية فردية : وهي مسئولية المرء عن نفسه، وتتمثل في مسئوليته عن بدنه :جوارحه وعقله وقلبه ، وعن وقته وعلمه وماله

وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)   الاسراء 

ويقول له :

ولاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن علمه ماعمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسم فيم أبلاه

المسئولية نحو الآخرين :

وهي مسئولية عامة تحددها ظروف كل منا في حياته وموقعه في بيئته التي تحيط به ومركزه في المجتمع الذي يعيش فيه

وفي هذا المعنى تطالعنا الحكمة النبوية من جوامع کلمه «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسئول عن رعيته

والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده و مسئول عن رعيته و كلكم راع ومسئول عن رعيته»

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى