حديث الافك
خسة ابن ابي سلول
حديث الافك ، ومع أن خسة ابن أبی بن سلول قد قوبلت من النبي له بالعفو والتسامح اللائقين بمحمد عليه الصلاة والسلام
فإن هذا المنافق – وقد طبعت نفسه على الخسة والخيانة – قد عاد مرة أخرى
وقبل وصول المسلمين إلى المدينة من غزوتهم التي كانو فيها وهي غزوة بني المصطلق ، ينفث سمومة بين المسلمين ، نافخأ كبد الفتنة فيهم
وتطاول في خسته هذه المرة حتى تناول أهل بيت النبي ورمی إحدى نسائه – كاذبة فاجرة – بالفحشاء، وسارت فريته التي قذف بها السيدة عائشة رضي الله عنها مسرى النار في الهشيم
ولكن الله سبحانه أخزاه هذه المرة أيضا، ونزل الوحی ببراعة أم المؤمنين، ووقي الله نبيه وأهل بيته والمسلمين جميعا شر فتنة خطيرة
ثانية أراد ابن أبی أن يعوض بها فشله في محاولته السابقة، وتلك هي المعروفة في التاريخ بحديث الإفك ، وهي الحادث الهام الثاني المتصل ذكره بغزوة بني المصطلق
حديث الافك تفصيلا
وتفصيل هذا الحديث عن عائشة التي قالت ، فيما روى ابن إسحاق في النبوية : كان رسول الله إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرجت معه
فلما كانت بنی المصطلق خرج سهمي عليهن فارتحلت معه وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق ، لم يهجهن اللحم فيثقلن
وكنت إذا رحل لى بعيري جلست في هودجی، ثم يأتي القوم فيحملونني، يأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه، فيضعونه على ظهر البعير ، فيشدونه بحباله ثم ينطلقون
قلت : فلما فرغ رسول الله من سفره ذاك توجه قافلا
حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات فيه بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فتجهزوا له، وخرجت لبعض حاجتی وفي عنقی عقد لي
فلما فرغت انسل من عنقی ولا أدري، فرجعت إلى الرحل فالتمست عقدي فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته
بداية القصة
وجاء القوم الذين يرحلون إلى البعير – وقد فرغوا من إعداده – فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه ، ثم أخذوا برأس البعير وانطلقوا به فرجعت إلى المعسكر وما فيه من داع ولا مجيب فلقد انطلق الناس.
قالت: فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني لو افتقدت لرجع الناس إلى فو الله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي – وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته ولم يبت مع الناس
فرأى سوادی فأقبل حتی وقف علی – وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب – فلما رآني قال: وإنا لله وإنا إليه راجعون، ظعينة (یعنی زوجة) رسول الله ! وأنا متلففة في ثيابی اما خلفك يرحمك الله ؟
قلت : فما كلمته، ثم قرب مني البعير، فقال : اركبي ، واستأخر عني، فركبت، وأخذ برأس البعير فانطلق سريع يطلب الناس، فوالله ما أدركنا الناس، وما افتقدت حتى أصبحت ، ونزل الناس
فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود لي البعير ، فقال أهل الإفك ما قالوا واريح العسكر، ووالله ما أعلم بشئ من ذلك .
قد يهمك ايضاً :