دليل الامكان على وجود الله تعالى
جدول المحتوى
دليل الامكان على وجود الله تعالى :
دليل الامكان وهو دليل الفلاسفة:
إذا كان دليل المتكلمين السابق قد اعتمد على معنى الحدوث الذي هو : الوجود بعد العدم، فإن مبنی دليل الفلاسفة هنا هو معنى «الإمكان». ولكي نعرف معنی «الإمكان، يلزمنا أن نعرض في اختصار شديد إلى معنى «الممكن» ومعنی الواجب.
يقسم الفلاسفة الموجودات كلها إلى قسمين:
(أ) موجود ممکن الوجود.
(ب) وموجود واجب الوجود بذاته.
(أ) فالموجود الممكن :
هو الموجود الذي لو لاحظته جيدا فسوف تجده في نقطة وسط بين الوجود وبين العدم، خذ مثلا لذلك : الشجرة التي أراها أو المنزل أو الإنسان أو أي موجود أمامي
تجد أن الوجود والعدم بالنسبة إلى ماهيته سواء . لأنه قبل وجوده كان قابلا لهذا الوجود، وهو الآن – بعد وجوده – قابل للعدم،
بعبارة ثانية:
وجوده – بعد عدمه – ممكن، وعدمه – بعد وجوده – ممكن أيضا، والوجود والعدم على قدم المساواة بالنسبة إلى هذا الشيء،
من وجهة النظر هذه يسمى الفلاسفة:
كل موجود تقبل ماهيته الوجود والعدم : بنفس الدرجة : «الموجود الممكن» وقبول الوجود والعدم يسمونه «الإمكان».
(ب) أما الموجود الواجب بذاته
فهو الموجود الذي لا يتصور العقل قبوله للعدم أبدا، هذا الموجود الواجب – في اصطلاح الفلاسفة – هو : الله تعالى
و وحوده من ذاته لا من علة أخرى أعطته هذا الوجود مثلما رأينا في المك الدي يأتيه الوجود – أو العدم – من خارج ذاته، وهكذا : لما كانت ذات الممكن تقبل الوجود
وتقبل العدم کان وجودها ممنوحا لها من غير ذاتها الفقيرة التي لا تملك وجودا ولا عدما ، ولما كانت ذات الواجب موجودة أزلا وأبدا ولا يتصور العقل خلوها عن الوجود كان وجودها لذاتها وليس ممنوحا لها من مصدر آخر.
وبعد أن عرفنا هذين المصطلحين تتابع فيما يلي مراحل دليل الإمكان : 1- إذا كانت ماهية الممكن في نقطة وسط بين الوجود والعدم فإنها إذا ما تزحزحت ناحية الوجود
وأصبحت موجودة بالفعل فإنه لابد للعقل من أن يفترض ( سببا ) يرجح في ماهية الممكن جانب الوجود على جانب العدم. ولا يمكن أن يقبل العقل – في هذه المسألة
قد يهمك ايضاً :
- احاديث رويت عن النبي صل الله عليه وسلم في افعال العباد
- دليل العناية ودليل النظام من الادلة العقلية على وجود الخالق