الدين المعاملة

ما هو الخلق وما الفرق بين الخلق والسلوك

معنى الخلق

الخلق

الخلق هو :الطبع والسجية، ويعبر عنه فلاسفة الأخلاق المسلمين بأنه «هيئة» راسخة ومستقرة في النفس، وأنه صورة الإنسان الباطنية فيلق الذي هو صورة الإنسان الظاهرية .

ويستفاد من حديث الإمام الغزالي و غيره في هذا الموضوع أن الخلق :

١- هيئة ثابتة للنفس . ٢- وأنه القوة المحركة للنفس لاختيار أفعالها في يسر وسهولة، وبدون تفكير ولا روية 

غير أنه في نفس كل إنسان قوی عديدة و وظائف مختلفة، ففي النفس قوة الإدراك وقوة التفكير وقوة الخيال، وفيها المشاعر والأحاسيس وفيها الغرائز

و كل من هذه القوى تصدر عنها أفعالها في سهولة ويسر ، فهل نعتبر كل هذه القوى خلقا ؟

بالطبع لا نستطيع أن نسمي هذه القوى أخلاقا ولكن إذا استطعنا أن نقسم القوى الداخلية للنفس الإنسانية إلى :

1- العقل والمعرفة .

۲ – المشاعر والعواطف .

٣- القصد والإرادة .

فإن الخلق يتعلق بالقسم الثالث من هذه القوى وهو : جانب القصد والإرادة | في الإنسان ، دون جانب التفكير أو جانب الشعور والعاطفة .

وكذلك الأفعال الإرادية عند الإنسان ليست كلها مما يدخل في میزان الأخلاق وقيمها، بل يتعلق منها بمفهوم الأخلاق ما کان قابلا لوصفه بالخير بالشر

فالتعريف الدقيق للخلق هو أنه :

عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر. من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة – عقلا و شرعا – سميت تلك الأفعال خلقا حسنا

وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقا سيئا

وبعبارة أيسر :

الأخلاق قوة ثابتة في نفس الإنسان مجالها : الأفعال الإرادية التي يمكن الحكم عليها بأنها خير أو شر. ومن هذا التحديد لمفهوم الأخلاق تخرج كل أفعال الإنسان العقلية

وكل أعماله الإرادية العادية التي يصح فعلها ويصح ترکها من دائرة : الأخلاق فلا يحكم عليها بأنها خير أو شر ولا يحكم على صاحبها بأنه أحسن أي أساء أو أنه خير أو شریر .

الخلق
الخلق

الفرق بين الخلق والسلوك :

وإذا كان الخلق هو القوة المعنوية التي تدفع الشخص إلى اختيار أفعال معينة، فالسلوك هو : أسلوب الشخص في تصرفه واتجاهاته في أعماله، وبهذا الاعتبار يكون السلوك مظهرا أو تعبيرا أو مرآة للخلق

وبسلوك الشخص نستطيع أن نحكم على أخلاقه ونصفه بأنه ذو خلق حسن أو خلق سيء . . شروط الفعل الخلقي.

ويشترط في الفعل الأخلاقي الذي يحكم على صاحبه بأنه خير أو شرير شرطان :

1- الشرط الأول :

أن يحدث الفعل بصورة متكررة

بحيث يصبح عادة ثابتة لدى الشخص، إذ الفعل المتكرر دلیل کاف على وجود نزعة ثابتة في إرادة الشخص وتوجهه نحو اختیار فعل معين من الأفعال

كما أن الأفعال النادرة الحدوث لا تكفي سببا للتعرف على اتجاه الشخص والكشف عن سرته طريته و میله للفعل الحسن أو القبيح، وبدون التكرار لا يصلح الفعل حجة في تقويم أخلاق المرء والحكم عليها بالخير أو بالشر .

۲ – الشرط الثاني :

أن يصدر الفعل عن النفس باختيار وإرادة لا يشوبها أي نوع من أنواع الضغوط الخارجية كالخوف أو التهديد أو الإكراه أو الحياء أو الرياء وما شابهها من المؤثرات التي تفرض على الإنسان أحيانا

أن يتكلف أو يتصنع أفعالا لا تدل على حقيقة طبعه وسجيته. فمثل هذه الأفعال التي يستنكره عليها الإنسان ليست كما يقال فيها إنها حسنة أو قبيحة وإن صاحبها بر أو فاجر فالشرط الرئيسي في الفعل الخلقي

أن یکون منبعا من النفس بطريقة تلقائية وعن إرادة وحرية تامة

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى