ما هي حقيقة الايمان بالحساب
الإحسان إلى الخلق جميعا
الايمان بالحساب إن الإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال في الدار الآخرة يدفع المسلم تفعا إلى الإحسان إلى الخلق جميعا يرجو بذلك رضا الله تعالى والجنة.
لذلك وجدنا النبي لا يربط الأعمال الصالحة والإحسان إلى الخلق جميعا بالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر والجزاء على الأعمال؛ وذلك لأن المؤمن بيوم الجزاء يرجو بعمله رضا الله تعالى والجنة
فلو لم يكن مؤمنة بالجزاء على الأعمال في الدار الآخرة ما أحسن إلى الخلق.
وقد رأينا النبي كما في حديث أبي هريرة يربط الإحسان إلى الخلق بالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر بغض النظر عن مكانتهم في الحياة أو غناهم أو فقرهم إلى غير ذلك
وذلك لأن العمل إذا كان الله تعالى اتصف بصفتين صفة العموم وصفة الدوام، فهو لكل الخلق في | كل الأحول فلا ينقطع سواء قوبل الإحسان بالشكر أو الجحود
لأن الذي يعمل الله تعالى لا يرجو بعمله شكرا من الناس بل يرجوا رضا الله تعالى والجنة، كما ربط إمساك الشر عن الخلق بالإيمان بالله واليوم . الآخر.
إن الذي لا يؤمن بيوم الحساب أو الذي يشك في يوم الحساب أو . الغافل عن يوم الحساب لن يسلم من شر نفسه؛ وذلك أنه يعيش بلا هدف أو غاية يعمل لها، وهذا يجعله .
يائسا من المستقبل يعلم أن مصيره كمصير أي حيوان إلى الفناء يموت ويتعفن وينتهي أمره، إنه يعيش بنفس ممزقة محطمة، إنه يعيش بلا أمل، إنه ينتظر الفناء الذي سیدرکه لا محالة كاي حيوان.
إنه يقدم على الانتحار إن نزلت به شدة أو خسر شيئا من متاع الحياة الدنيا؛ لأنه إن خسر الدنيا فقد خسر كل شيء وليس له ما يعوضه من الدنيا ومتاعها، ليس له بديل عن الدنيا.
الايمان بالحساب
ولن تسلم المخلوقات كلها من شر ذلك الذي لا يؤمن بيوم الحساب أو الغافل عن يوم الحساب، وعلى قدر الغفلة عن يوم الحساب يكون ظلمه وأذاه
إنه سيسخر كل ما أوتي من قوة بدنية أو مالية أو جاه أو سلطان في ظلم الآخرين والاعتداء عليهم، إنه يريد أن يحقق لنفسه أكبر قدر من المتعة واللذة والسعادة والذاتية وإن كان ذلك على حساب الآخري
وإن أدى ذلك إلى القتل والتشريد والإبادة الجماعية، إن المحرك له إنما هي النفس الأمارة بالسوء والهوى والمصلحة، فالغايات عنده تبرر الوسائل مهما ترتب على ذلك من مفاسد
وليس فوقه رقيب ولا حسيب، ولا يخاف حسابا ولا مساءلة، فماذا ينتظر من هذا الإنسان الذي لا يؤمن بلقاء الله تعالى؟ أو الغافل عن يوم الحساب؟
كما هو مشاهد اليوم من الظالمين الذين ظلموا من تحت أيديهم فأزلوهم واستعبدوهم وسفكوا دماء من شاؤا وأكلوا أموال الجائعين المرضى ظلما وعدوانا، لا لحاجتهم إلى ما أخذوا
وأعمالهم تشهد بأنهم لا يؤمنون ببعث ولا حساب، وما يحدث من أصحاب الحضارة المادية التي يدعي أهلها كذبا وزورا أنهم دعاة الحرية والديمقراطية الداعين إليها الناشرين للحق والعدل بين الناس من قتل وتشريد وإبادة جماعية واستنزاف لخيرات الناس،
لذلك وجب التذكير بهذا اليوم العظيم يوم الحساب حتي تسلم النفس البشرية من التمزق والحيرة والقلق، وحتى يسلم الإنسان من ظلم أخيه الإنسان فيعيش لقنا
مطمئنا آمنا على نفسه وماله وعرضه، وبذلك يسلم ان من شر نفسه ومن نشر أخيه .
قد يهمك ايضاً: