التاريخ الإسلامي

اهل الذمة في عهد عمر بن الخطاب و مجلس الشورى

ولم يقتصر العدل في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب على المسلمين بل شمل رعايا الدولة من أهل الذمة :

عمر بن الخطاب ، حيث ضمن لهم الإسلام المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون الإسلامي و كفل لهم مع هذا حرية العقيدة .

وحرصا من الفاروق رضی الله عنه على ضمان العدالة بين الناس اهتم بالحسبة التي برزت كعلامة مميزة في سياسته الداخلية، والحسبة من قواعد الأمور الدينية

باشرها أئمة الصدر الأول بأنفسهم وباشرها رسول الله غة ، وجاء اهتمام عمر رضي الله عنه بها تأسيا بسنة رسول الله ، وتأكيدا على رعاية الفضيلة والسهر على إقامة أمور الدين وتطبيق أحكامه ، وحماية مصالح الناس ورعاية الآداب العامة.

مقالات ذات صلة

فقد كان رضي الله عنه يعس لي في المدينة يطوف في طرقاتها ليتأكد من استتباب الأمن فيها ، وكان يتفقد أسواقها ليقف على جودة المعروض من البضائع وصحة الموازين والمكاييل، مباشرة بذلك وظيفة المحتسب

وقد أولاها قضاته أيضا وبذلك أصبح من الممكن الجمع بين وظيفة القاضي ووظيفة المحتسب.

الشورى :

أسس الفاروق رضی الله عنه مجلسا للشورى، وكان قد طعن، خشية من خطورة حدوث أي انشقاق في صفوف الأمة في هذه المرحلة من تاريخها

فقد اتسعت أرجاء الدولة الإسلامية وانتشر جنودها في الشام والعراق ومصر، وتضخمت المسئولية الملقاة على عاتق الحكومة المركزية في المدينة

ومن ثم لم يتردد الفاروق رضي الله عنه في أن يوصی مجلس الشورى باستخدام القوة للقضاء على أي شقاق أو خلاف قد ينشب بين الأعضاء.

يقول السيوطي : لما طعن عمر بن الخطاب قال : جعلتها شورى في عثمان، وعلى ، وطلحة، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد. وأمر صهيبا أن يصلي بالناس

وقال : أوصي الخليفة من بعدى بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم وأن يعفوا عن مسيئهم

وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو ، ولا يأخذ منهم إلا أفضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام.

عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب

وصية الفاروق لمجلس الشورى

وقد أوصى الفاروق رضی الله عنه أعضاء مجلس الشورى بضرورة الإسراع بحسم الأمر بحيث لا يتجاوز ثلاثة أيام، وقال لصهيب : صل بالناس ثلاثا وأدخل عليا وعشمان وطلحة والزبير وسعد، وعبد الرحمن وأحضر عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شئ

وقم على رءوسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا واحدا وأبي واحد فأشد خ رأسه بالسيف ، وإن اتفق أربعة ورضوا واحدا منهم وأبي اثنان فاضرب رأسيهما بالسيف

فإن رضی ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم ، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس

وقد حرص عمر رضي الله عنه ألا ينفرد وحده باختيار من يلي من بعده خلافة المسلمين، بل اختار من من يستطيع أن يحسم الأمر لصالح المسلمين

كما أنه لم يجعلها في أحد من أبنائه حتى ، وإنما كان ابن عمر في هذا المجلس مشيرا وليس له من الأمر شيء

وقد استطاع رجال هذا المجلس أن يحسموا أمرهم ويرشحوا عثمان بن عفان خليفة للمسلمين.

مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم أيام عمر رضی الله عنه :

توالت على مدينة رسول الله له الأحداث العظام خلال عصر الخلفاء الراشدين ، ورأت قوة الإسلام تتأكد بانتشاره في الجزيرة العربية في عهد الصديق، ثم خروج أجناد المسلمين فاتحين إلى العراق والشام ليعودوا بالنصر والخير أيام عمر.

 

ولقد اهتم الفاروق عمر رضي الله عنه بالمدينة فأمنها واهتم بتعميرها، فعمر مساجد الله فيها، وأقام الدواوين، واهتم بأسواقها وأمن الناس على حياتهم وأموالهم وأرزاقهم

وزاد الفاروق رضي الله عنه في المسجد النبوي ووسعه وفرشه بالحصباء وذلك في سنة سبعة عشرة للهجرة.

وامتد اهتمامه إلى المسجد الحرام فأخر مقام إبراهيم إلى موضعه الحالي وكان ملتصقا بالبيت ، وهو رضي الله عنه أول من نور المساجد في رمضان، ووضع فيها القناديل

وقد مر علي بن أبي طالب على مساجد المدينة في رمضان وفيها القناديل . فقال : اللهم نور على عمر قبره كما نور علينا في مساجدنا.

واهتم رضي الله عنه بالطرق ووضع عليها من يصلح من ينقطع بها وخاصة على الطريق بين مكه والمدينة

وهو رضي الله عنه أول من أوسی نظام العسس ، وهو الذي اتخذ دارا للدقيق ليحفظ فيها المؤن من الدقيق و السويق والزبيب والتمر والزيت ليعين بها المنقطع والمحتاج

وهو رضي الله عنه أول من اتخذ بيتا للمال، وأول من أرخ للمسلمين وحدد لهم هجرة رسول الله له كنقطة بداية له، قال الطبري : إن عمر رضي الله عنه أول من أريخ الكتب و سختم بالطين وذلك في العام السادس عشرة من الهجرة.

 

وبعد فقد أرسى قواعد النظم الإدارية ونظم أمور الدولة وساس الرعية في مهارة السياب القديم وإيمان المسلم المتواضع و كان يحاسب نفسه ويلومها طلبة في رضوان الله وغفرانه.

رحم الله الفاروق عمر وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

قد يهمك ايضاً : 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى