التاريخ الإسلامي

غنائم و اسرى غزوة بدر الكبرى

الغنائم والاسرى

غنائم و اسرى غزوة بدر الكبرى ، عاد الرسول والمسلمون إلى المدينة – بعد أن أودعوا الثري الطاهر أربعة عشر شهيدا أبلوا في سبيل الله بلاء حسنا – عادوا يسوقون معهم الأسرى السبعين، ويحملون ما أفاء الله عليهم من الغنائم

قال عبد الله بن عمرو بن العاص : « خرج رسول الله يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا من أصحابه ، فلما انتهى إليها قال : « اللهم إنهم جياع فاشبعهم، اللهم إنهم حفاة فأحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم ، ففتح الله له يوم بدر

فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بحمل أو حملين، واكتسوا وشبعوا .. ونزل قول الله عز وجل – لما اختلفوا في من يستحق الأخذ من الغنيمة ومن لا يستحق –يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1) الأنفال

مقالات ذات صلة

الرسول يقسم غنائم غزوة بدر

غنائم و اسرى غزوة بدر ، فقسم رسول الله الغنائم بين المسلمين على السواء.

أما الأمر الذي عاتب الله المسلمين بسببه وحاسبهم عليه حسابا شديدا فهو موقفهم من اسرى غزوة بدر : فقد كان هناك رأيان بشأنهم : الأول: أن يستفيد المسلمون من ثروات هؤلاء الأسرى، ويطلقوهم بالفداء وعسى أن يشرح الله صدورهم للإسلام فيكونوا من بعد قوة له وللمسلمين

وقد قال بذلك أبو بكر وأخذ به النبي فعلا.

والثاني – ونادی به عمر فقال -: أرى أن تمكنني من فلان – قريب لعمر – فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل بن أبي طالب فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان – أخيه – فيضرب عنقه، حتی يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم.

قال عمر : فأخذ النبي منهم الفداء ، فلما كان من الفيد، غدوت إلى النبي وأبی بکر وهما يبكيان ! فقلت يا رسول الله أخبرني : ماذا يبكيك أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ! فقال رسول الله : للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء قد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة – لشجرة قريبة – !

ونزل جبریل بقوله تعالى : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) الانفال 

وهكذا استفاد المسلمون أعظم درس من مسألة الأسرى، وتعلموا منها أن مجرمي الحرب من قريش – ليسوا كالأسرى العاديين – ما كان لهم أن ينهبوا بالحياة مرة أخرى بعد أن أذلهم الله ومكن المسلمين منهم.

اسرى غزوة بدر
اسرى غزوة بدر

بین بدر وأحد

تسابق المنذرون والمبشرون بأنباء هذا الفتح العظيم إلى مكة والمدينة ، أما في مكة فلم يستطع أعداء الإسلام في أول الأمر تصديق ما سمعوا ، ولكنهم – بعد قليل – أدركوا أن ما سمعوا هو الحقيقة

وإن كانت أشد من الصاعقة، فلم يتحملها فريق منهم، فأودت بحياة أبي لهب سريعا، وطاش صوابهم فلم يدروا ماذا يفعلون ! ثم أفاقوا ، وأخذوا يفكرون في مستقبلهم مع هذا الخطر، وما الخطوة التالية ؟

و كيف تكون خطة الثأر ومسح عار الهزيمة عن جباههم حتى لا تكون السبة أبدية بين العرب؟

وأما في المدينة فقد استبعد مشرکوها واليهود أن يكون ذلك صحيحا، ولكن الله أخزاهم إن رأوا زعماء الشرك يتدافعون أمامهم مقيدين بذل الأسر وأغلال الهزيمة ، وكان وقع الحق عظيما عليهم فسخطوا على الاسلام وقرروا ان يغدروا باهله فاسلم فريق منهم ظاهرا و قد باتت قلوبهم تغلي بنار الحقد والعداء للاسلام

المنافقين

وفي مقدمة هؤلاء المنافقين : عبد الله بن أبي بن سلول.. أما الفريق الآخر من اليهود ، فلم يطق صبر أن يفرح المسلمون ما أعزهم الله به من نصر، فأبدوا تعاطفهم الصريح مع قريش، وأنشد شاعرهم ابن الأشرف – القصائد في رثاء قتلى قريش وهجاء المسلمين والتشبيب بنسائهم

وأغاظ ال کشیر فدفع حياته ثمنا لتطاوله واقحام نفسه في النزاع بين المسلمين وبين قريش.

وحاول اليهود ان يقللوا من شأن انتصار المسلمين في بدر فقالوا للنبي في وقاحة وجرأة : لايغرنك انك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة

أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس ورد عليهم القرآن يبشرهم بمصیر کریه و خزی يوشك أن ينزل بهم :

قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13) ال عمران 

قد يهمك ايضاً :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى