ما هي العقيدة الاسلامية الصحيحة عند علماء العرب
جدول المحتوى
يفهم من قوله تعالى : فاعلم أنه لا إله إلا الله . أن العقيدة الاسلامية الصحيحة هي العلم وأنهما متساويان في المفهوم، وهذا ما نجده – فع” – عند علماء العقيدة حين يذهبون إلى أن الاعتقاد والعلم والمعرفة كلها بمعنى واحد (7)، ويعرفون العلم بأنه : « الاعتقاد الجازم المطابق للواقع»
والعقيدة بهذا المعنى الإسلامي
لا تنطبق إلا على العقيدة الصحيحة فقط، ولابد فيها من شرط الجزم والثبات في المعتقد حتى تتميز عن حالات الشك والظن والوهم
كما يشترط فيها صحة الاعتقاد وهو ما يعبرون عنه «بمطابقة الواقع» أي مطابقة الاعتقاد للحقيقة ونفس الأمر، وهو شرط يميزها عن المذاهب والآراء الباطلة التي يدين بها كثير من الناس.
وهكذا تتميز العقيدة – في الإسلام – بأنهاء – اعتقاد جازم . – ومطابق للواقع .
هذا هو الاعتقاد الحق والعلم الصحيح والمعرفة اليقينية.
العقيدة عند علماء العرب :
وإذا كنا قد عرفنا العقيدة الصحيحة بأنها الإدراك الجازم، المطابق للواقع، فإن الطريق الذي تثبت به العة بدة لابد أن يكون طريقة يقينيا، إذ لو كان طريق بونت العقيدة طريقة ظنية أو طريقة احتمالية
قابلا للشك فإن العقيدة حينذ ينطبتي عليها نفس ما ينطبق على الطريق الذي ثبتت منه ، فستكون هي الأخرى أيضا ظنا من الظنون المتأرجحة بين الثبات والتغير ، بحيث لو عارضها ظن أقوى منها أو ارنست يقين فإنها لا تلبث أن تزول
وتختفي، وتغرب الشئ لو كان طريق ثبوت العقم يادته شكوكا أو عادات وتقاليد فإنها والحالة هذه لا ترقى أبدا إلى مستوي العقيدة الصحيحة، بل تبقى في مستوى الوهم أو مستوى التقليد الأعمى ، وكثيرا ما ته
بله إلى مستوى الاعتقاد اللامعقول ، مثل الاعتقاد في الأجسار أو الحيوانات أو الأشخاص وما إلى ذلك من اشتقادات ينكرها العقل الصريح
وهكذا تتسرب العقيدة الاسلامية الصحيحة إلى قلب المرء عبر طرق عدة، وتتلون بلون المملك الذي أخذت منه طريقها إلى قلب المعتقد وعقله، بحيث يتوقف الحكم عملی صنية عقيدة ما أو فسادها على اختبار طريق العقيدة والوسيلة المعرفية التي تحمرت مني أساسها
فإذا كان الطريقي يقيني كانت العقيدة علمأ يقيني صادق لا يقبل ما يناقضه، وإذا كان الطريق ظنية
أو مشكوكا في أمره لم يكن الاعتقاد الناشئ منها إلا ظنأ قابلا للاحتمال أو شا يخلد إلى الوهم والخيال ، و كل منهما ليس من العقيدة الصحيحة في شيء.
وهنا نجد لعلماء اله تبريدة المسلمين نهجا في غاية الدقة ، يحصرون فيه طرق العقيدة الاسلامية الصحيحة بعوامل ثلاثة يسمونها أسباب العلم، وهي أسباب تعطى للمعرفة أو العقيدة الحاصلة بها وصف اليقين الذي لا يتبدل ولا يزول .
هذه الأسباب هي:
١- الحواس السليمة، وهي الحواس التي تعرف بالحواس الخمس التي هي:
السمع، والبصر ، والشم، والذوق ، واللمس، والعلم الناشئ عن طريق الحاسة السليمة علم يقيني لا يصح التشكيك فيه ، فإذا عرفت عن طريق اللمس – مثلا – أن هذا الجسم حار أو بارد ، وعن طريق البصر أن هذا الشئ أسود او أبيض
فإن معرفتي هذه علم يقينی، وقل مثل ذلك في إدراكات السمع والن والذوق ؛ فكلها علوم يقينية مطابقة للواقع لا تقبل نقائضها بحال من الأحوال.
۲ – العقل ، وهو القوة التي أودعها الله في الإنسان وميزه بها من بين سائر خلقه
وأوكل إليه مهمة التحليل والتركيب والاستنباط.
والعقل – في إطار النظر المنضبط بقواعد التفكير الصحيح – قادر على إدراك العلوم اليقينية والمعارف الصحيحة والعقائد الحقة المنجية للإنسان في الدنيا والآخرة، مثل قضية وجود الله
فهي قضية تستوجبها بديهة العقل التي تقرر أن لكل حادث محدث، ولكل معلول علة . فمثل هذه القضية التي ترتبط – في التحليل | النهائي – ببديهيات العقل وضرورياته قضية صادقة ويقينية.
وقد لفت القرآن الكريم أنظار البشر إلى أهمية استخدام المسلكين السابقين :
المسلك الحسي، والمسلك العقلي
القاطع في اكتساب العلم اليقيني والعقيدة الصحيحة فقال فيما يتعلق بالمسلك الأول : –
وفي أنفسكم أفلا تبصرون الذاريات.
فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا عبس
فلينظر الإنسان مما خلق الطارق
إلى آيات كثيرة جاءت لذات الغرض وهو : استعمال الحواس في اكتساب العلم الصحيح.
أما فيما يختص باستعمال المسلك الثاني، فإن المجال يضيق عن سرد العديد :
الآيات التي تحث العقل وتدفعه دفعا لأن يلاحظ، وينظر ثم يقيس، ويستنتج ويستنبط ليكون على بينة من الأمر فيما يقبل أو يرفض من أفكار
قد يهمك ايضاً :