تعرف على الرموز في مسرحية waiting for godot
جدول المحتوى
مسرحية waiting for godot
من المسرحيات الهامة التي نالت على أهم عمل مسرحي هي مسرحية waiting for godot، التي قام الكاتب الأيرلندي الجنسية (صمويل بيكيت) بكتابتها، وتم عرضها لأول مرة عام 1953 على مسرح بابلون.
من هو الكاتب صمويل بيكيت
صمويل بيكيت هو واحد من أهم رواد المسرح الطليعي وأحد مبدعين كتابة دراما العبث، ولد في دبلن بايرلندا عام 1906، ثم درس في ترينتي كولج، ليحصل بعدها على إجازة في اللغة الفرنسية والايطالية عام 1927.
أثرت اللغة في حياته بشكل كبير، وذلك نظرًا لسفره إلى فرنسا لتعلم اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى اللغتين الفرنسية والايطالية، والتي جعلته بتأثر بالمدارس السيسيولوجية والسينميائية أثناء تعامله مع اللغة، وهي الأشياء التي ظهرت بوضوح في مسرحياته.
مسرحية في انتظار جودو waiting for godot
تُعد مسرحية waiting for godot، من أهم المسرحيات التي جعلت كاتبها (صمويل بيكيت) يقوم بترجمتها بنفسه من الانجليزية إلى الفرنسية، بعد أن قد كتبها باللغة الفرنسية في الفترة بين عامي 1948 – 1949 بعنوان En attendant Godot.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد عرض المسرحية لأول مرة في باريس عام 1953، تم عرضها في نيويورك عام 1954، ثم في لندن عام 1956، ويقوم موقع نادي العرب، بتقديم فكرة المسرحية وأحداثها وشخصياتها، بالإضافة إلى الرموز في مسرحية waiting for godot، وما تعنيه.
شخصيات مسرحية في انتظار جودو waiting for godot
تتكون مسرحية waiting for godot من رجلين يسمى الأول (فلاديمير)، أما الثاني فيدعى (استراكون)، حيث يقومان هذان الشخصان بانتظار رجلاً آخر يُسمى (جودو) وهو الشخصية الرئيسية في القصة، وتتضح الشخصيات في المسرحية بأنهم أربعة على حسب ظهورهم، وهم:
- فلاديمير.
- استراكون.
- جودو.
- لاكي.
ملخص مسرحية في انتظار جودو waiting for godot
تعبر مسرحية waiting for godot، عن الأحداث التي أعقبت أحداث الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على البشر، وتبدأ الأحداث بظهور رجلين مشردين وهما: (فلاديمير واستراكون)، وهم يتقابلان في مكان يشبه الصحراء في أرض بجانبهم شجرة واحده غير مثمرة.
كانا هذان الرجلان في انتظار جودو وهو بطل القصة، الذي اتضح ذلك من حديثهما عنه أثناء قيامهما بمناقشة عدة مواضيع ليس لها أهمية، ثم وصل لاكي ليقطع حديثهما وهو مربوط بحبل طويل، تظهر وهي ممسكة بنهايته.
أحداث مسرحية في انتظار جودو waiting for godot
تحكي مسرحية waiting for godot عن قصة لانتظار شخص لا يأتي، وعلى الرغم من طول الانتظار، إلا أن الأمل مازال باقياً، في أن يأتي (جودو) وهو الشخص الغائب الذي لا يأتي.
ولعل من الأمور التي لم يكن (بيكيت) يعلمها، هو الجدل الكبير الذي تمت إثارته حول معاني هذه المسرحية، والتي اختلف النقاد فيها، وكان السؤال الدائم هو “من هو جودو؟”، وقد أجاب (بيكيت) في مقدمة المسرحية وقال: “لا أعرف من هو جودو، ولا أعرف إذا كان موجودًا أم لا، لا أعرف إن كانت شخصيات المسرحية يؤمنون به أو لا، هؤلاء الذين ينتظرونه، كل ما أعرفه عرضته في المسرحية، وهو ليس بالكثير لكنه كافٍ بالنسبة لي، قد لا يكون واضحًا عند البعض، لكنه معقول، ربما تدينون بالتوضيح لشخصيات المسرحية، دعوهم يوضحون لكم. من دوني.”
إقرأ أيضًا: قصص اطفال قصيرة ومفيدة
تفسير الرموز في مسرحية في انتظار جودو waiting for godot
تنوعت تفسيرات الرموز في مسرحية في انتظار جودو waiting for godot ، ما بين السياسية، والدينية، والفلسفية، والاجتماعية، والسيكولوجية، وعلى الرغم من تنوع تفسيرات الرموز بها إلا أنها مازالت مصدر لإثارة الجدل حتى الآن.
قال عنها بعض النقاد أنها تجسيد لواقع الحرب الباردة التي قامت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، بينما يرى بعض النقاد الآخرين أنها تجسد فلسفة ( سيغموند فرويد) التي تتعلق بالذاتية والشهوانية .
بينما يوجد في الجانب الآخر من يراها ذات بعد ديني يعبر عن النزعة الإلحادية التي تتمثل في غياب الله، وظهر ذلك عندما قام استراكون بطرح سؤال على فلاديمير، وهو “هل الله يرانا؟”.
وكان يوجد تفسير آخر لرموز مسرحية في انتظار جودو وهو، الدعوة إلى المثلية الجنسية للذكور، وجاء هذا التفسير كون شخصيات المسرحية هم الذكور، بالإضافة إلى علاقة الحب بين (فلاديمير واستراكون)، التي أوحت بهذا التفسير.
فقد قام (فلاديمير واستراكون)، بوصف أنفسهم بأنهم مثل آدم وحواء من شدة حبهما وارتباطهما ببعضهم البعض، فهما صديقين لا يعرفان كيف تعرفا على بعض، ولكنهم لا يعلمان سوى أنهم يحبان بعضهما حب حقيقي وينتظران جودو الذي لا يأتي.
وعلق كاتب المسرحية (بيكيت) على هذا قائلاً: “إنهم يعقدون الأشياء البسيطة”، مما زاد من إثارة الغموض حول الأفكار الموجودة في المسرحية ومعنى رموزها.
وعلق (الحسين الزاوي) في صحيفة (الخليج الإماراتية) على الرموز في مسرحية في انتظار جودو قائلاً: “إنها حالة سوريالية لواقع غربي متناقض ما زال يعيش على تداعيات إفرازات نهاية الحرب العالمية الثانية، التي أسست داخل الفكر والوجدان الغربيين، لوضعية تتسم بالكثير من اللاعقلانية وبالجنوح نحو إقامة أصنام فكر من نوع جديد، وكأنها تريد أن تمسح من على الطاولة كل الإنجازات الكبرى التي حققها عصر النهضة الأوروبي بداية من فرنسيس بيكون، عصر ميّزه السعي الحثيث من أجل محاربة أصنام الفكر التي تعيق حرية العقل وتنصُب في طريقه فخاخًا تحرمه من التحليق الانسيابي من أجل الكشف عن الحقيقة، والآن وبعد مرور قرون من العقلانية والتنوير، نجد أن هناك من يسعى إلى منع المؤرخين من البحث في خبايا ما حدث من تجاوزات ضد الإنسانية، خلال الحرب الكونية الثانية”.