كتاب عثمان الى عماله
جدول المحتوى
كتاب عثمان الى عماله وولاته وعامة الناس على أن سياسة عثمان قد تجلت في الكتب التي أرسلها إلى عماله وولاته وعامة الناس بالأقاليم .
(أ) کتاب عثمان إلى عماله :
کتب عشمان إلى عماله يقول لهم : أما بعد فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة ، ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة، وأن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة ولم يخلفوا جباة
وليوشكن أئمتكم أن يصيروا جباة ولا يكونوا رعاة ، فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء ، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين وفيما عليهم فتعطوهم مالهم وتأخذوهم بما عليهم
ثم تتنوا بالذمة فتعطوهم الذي لهم وتأخذوهم بالذي عليهم، ثم العدو الذي تنتابون فاستفتحوا عليهم بالوفاء
واضح من هذا الكتاب الذي أرسله عثمان إلى عماله على الأقاليم أنه يظهر عدة أمور، ويأمر عماله باتباعها :
أولها :
أن يكونوا رعاة وليسوا جباة، وهو في ذلك يحثهم على اتباع العدل والحق والرفق بالرعية ، والاحتذاء حذو الأئمة السابقين الذين كانوا رعاة وليسوا جہاة
ويشفق عثمان على الرعية إذا انقلب الأمر فأصبحواجباة لا رعاة ، فإذا حدث ذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء، وهو إذ يوصى عماله بالتمسك بالحياء
نرى الرواة مجمعين على أن هذه الحلة كانت من أهم وأخص خلاله ، وخشی عثمان أن ينقطع الحباء ويحل محله الفضول والجرأة التي ليس لها حدود والتي يترتب عليها ضياع الحقوق
فيعم الباطل والفساد والفوضى. كما يحث عثمان ولاته على أن يكونوا رعاة لا جباة حتى لا تضيع الأمانة، ويحل محلها الغش والخداع، وحتى لا ينقطع الوفاء ويقوم مقامه الغدر
وكل هذا يضيع مصلحة المسلمين ، ويسئ العلاقة بين الولاة والمحكومين، وينشر جوا من عدم الثقة وعدم الطمأنينة.
وثانيا :
تحديد العلاقة بين الحكام والمحكومين، ومعرفة كل لحقوقه فيأخذها ، لا يظلم قيد أنمله، ولواجباته فيؤديها على خير وجه لا ينبغي أن يظلم أحد الطرفين إرضاء للطرف الآخر، العدل العدل
والقسطاس المستقيم الذي لا يضار فيه حاكم ولا محکوم.
ثالثها :
والحق أن النقطة الثالثة مكملة لسابقتها في الجوهر ولكنها في ظاهرها تخص أهل الذمة : اليهود والنصارى وغيرهم الذي لم يدخلوا في الدين الإسلامی)
فقد أمر عثمان ولأنه على الأقاليم بحسن معاملة هؤلاء، وحضهم على اتباع الحق وتوخي العدل مع أهل الذمة – كما يفعلوا مع المسلمين – كل ذمی يؤدي ما عليه من واجبات وينال ما له من حقوق.
وأخيرا :
قدم عثمان النصيحة والتوجيه والإرشاد إلى عماله في كتاب عثمان الى عماله بكيفية معاملة عدوهم، نصحهم باتباع قول الله تعالى : بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) التوبة
وأمرهم أن يستفتحوا عليهم بالوفاء وليس بالغدر ، وهكذا كانكتاب عثمان الى عماله .
قد يهمك ايضاً :